1. مقدمة:
– كان البدء الرسمي لللتدريب على الشارة الخشبية في جيلويل بارك في عام 1919، حيث بدء العمل على توحيد وتطوير برامج التدريب الكشفي اعتبارا من ذلك الوقت، كما تم وضع شروط لحضور دورات الشارة الخشبية بأن يكون المشارك قد مارس العمل الكشفي في الفرق والمجموعات كمساعد قائد وأن يخضع لدورات محددة قبل الشارة بحيث يصبح عنده الخبرة العملية الكافية، ثم بعد ذلك يتم ترقيته إلى شارة أخرى بعد أن يكون القائد قد أنهى متطلبات الشارة التي قبلها.
– يخضع تدريب الشارة الخشبية للمراجعة بشكل مستمر حتى يتماشى مع احتياجات الحركة، حيث تتم مراجعة الجانب النظري والعملي منه كل ثلاثة سنوات.
2. كيف بدء التدريب؟
– بدأت الحركة الكشفية فى عام 1907 مع المخيم التجريبي في جزيرة براون سي، حيث يمثل تدريب قادة الكشافة تقريبا أبرز عناصرها القديمة، والذي يرجع تاريخه إلى تاريخ بدء الحركة نفسها، وعلى الرغم من قضاء بادن باول معظم وقته لنشر أفكاره و دعم النمو الطبيعي للكشافة، إلا أنه كان حريصًا أيضا على تدريب القيادات الكشفية.
يقول بادن باول: “الشارة الخشبية ستجعلني متأكداً تماماً أنه من بعد رحيلي فإن قادة الحركة الكشفية في المستقبل سيفهمون حقاً ما كنت أعنيه؟ وماذا كانت أهدافي؟”.
– لقد حرص بادن باول شخصيا على عقد دورتين تدريبيتين في عامي 1911 و1912، اللتين تضمنت سلسلة من المحاضرات خلال الجلسات المسائية، ونشرت ملخصات هذه المحاضرات فى كتابين: الأول بعنوان “مساعدات القيادات الكشفية”، أما الكتاب الآخر فقد كان عن دورة برمنجهام التدريبية.
– تم وضع الخطوط العريضة والخصائص الرئيسية لما سيصبح عليه “تدريب الشارة الخشبية” في وقت مبكر من عام 1913، وتم تقديم هذا التدريب من خلال نظام الطلائع ومزيج متوازن بين الجانب النظري والجانب العملي، ولكن هذا التدريب لم يكن ذا صبغة رسمية لنمط التدريب بالمعنى المعروف.
– بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عاودت الكشافة نموها بشكل سريع، مما دعا لاهتمام بادن باول شخصيا بمسألة إضافة التدريب المناسب، لتدعيم قدرة الكشافة على العمل التطوعي من جهة ودعم القادة الراشدين من جهة أخرى.
– في عام 1918 وفي اسكتلندا التقى السيد ماكلارين، وهو مفوض منطقة من روزيسليت مع السيد نيفيل، في بيت المفوض رولاند في ستيبني شرق لندن وعرض شراء أرض لتكون مخيم دائما للكشافة ليمارسوا فيه الأنشطة الكشفية.
– حيث أن أحد قيادات الكشافة المحلية أبلغهم عن عقار مهجور على حافة غابة إبينج، وكان من عادته أن يذهب هناك لمشاهدة الطيور، لقد كان العقار معروضا للبيع منذ عدة سنوات، وكان المكان مناسبا لاستخدامه في الأغراض التدريبية، كما ساعد ذلك أيضا بادن باول الذي كان يبحث عن مركز تدريب مناسب، وتمت زيارة المكان الذي يدعى جيلويل بارك (Gillwell Park)٠
– كان بادن باول في تلك الأثناء يقوم بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، فتم تأخير القرار حتى يقوم بمعاينة المكان عند عودته إلى إنجلترا، وبفضل الدعم المالي الذي قدمه السيد ماكلارين، تم شراء الأرض البالغ مساحتها الأصلية 54 فدان، وتسليمها إلى جمعية الكشافة البريطانية في عام 1919، ليتم تطويرها وتصبح صالحة للتخييم الكشفي، وتكون مركز لتدريب قادة الكشافة.
ملاحظة: تم الاستفادة في إعداد هذا المقال من عدد من المقالات والأبحاث وأخص بالذكر التعريف بإطار الشارة الخشبية الجديد الذي نشره المكتب الكشفي العالمي في كوالالمبور عام 2020.
3. دورة الشارة الخشبية التدريبية الأولى
– تم تعيين السيد فرانسيس جيدني رئيسا للمخيم، وبدأت الدورة التدريبية الرسمية الأولى هناك في 8 سبتمر عام 1919، والتي تم التخطيط لها على نهج الخطوط الأساسية التي وضعت في عام 1913، حيث كان جيدني قائد الدورة، وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث طلائع، هي طليعة العصافير وطليعة الغربان وطليعة الكروان، وكان تركيز التدريب على كيف يمكن أن تكون عضواً في فريق كشفي؟ كما شمل منهاج الدراسة مجموعة من المهارات العملية، كريادة الأعمال الكشفية، والعمل الميداني، واستكشاف الطرق وبالإضافة إلى ذلك، ألقيت محاضرات نظرية شملت المبادئ والممارسات الأساسية لمخيم مدته أسبوع واحد.
– وفى النهاية كان هناك جزء عملي يمارسه الدارس في فرقته ليستكمل ما تمت دراسته في الميدان.
– ومنذ البداية كانت طريقة ونوعية وشخصية الذين أجروا هذه الدورات – بما في ذلك بادن باول نفسه – تدفع قادة الكشافة الذين حضروا أن يكونوا قد استوعبوا واستشعروا بشكل فريد ومباشر “روح الكشفية” التي ليس من السهل تعريفها، وقد مكنهم هذا من بلورة الرؤية عن دور الكشافة ودورهم في الحركة وشحنتهم بمستوى عال جداً من التحفير.
– انتهت الدورة بزيارة إلى مقر الكشافة في 25 شارع قصر باكنجهام في لندن، واجتماع غداء مع بادن باول
4. برنامج الدورة:
كانت المواد التدريبية التي تم تقديمها والعمل عليها خلال الدورة كتالي:
– تنظيم الفرق (تشكيل الفرق وأعمال المخيمات)
– أعمال المخيم (اختيار المخيم وعمل المواقد)
– أعمال الريادة الكشفية (المبادئ والنماذج)
– دراسة الطبيعة (تحديد الطيور والحيوانات والأشجار)
– أعمال التتبع (الإشارات والتتبع)
– الألعاب الكشفية
– الأعمال الميدانية (قياس المسافات ورسم الخرائط)
– كيفية إنشاء الفرقة (فهم أهداف الكشافة)
– مسير كشفي عملي.
5. ماهية الشارة الخشبية:
– حضر القائد الكشفي تشارلز هاي الدورة التدريبية التجريبية، وذكر فيما بعد كيف حصل على الشارة الخشبية التي صنعها بادن باول باستخدام إحدى الخرزات من قلادة ” ديني زولو” Dinizulu.
– تعتبر هذه القلادة تاريخية حيث تتكون من خرزات صغيرة على شكل رؤوس فأس مزدوجة مصغرة، مربوطة بخيوط محكمة متقاطعة، على حزام من الجلد الذي كان صلبا، وباستخدام واحدة من هذه الخرزات ونسخة طبق الأصل مصنوعة من الشجرة في غاية إبينج خلف المركز، قام بادن باول بتثبيتها على شريط قصير من الجلد، مربوط بمشبك من النحاس ويعلق على الصدر، وأعلن أنه اعتمد كعلامة على الانتهاء من الشارة الخشبية، ثم قدم إلى كل واحد من القادة الذي اجتازوا الشارة واحد من الخرزات الأصلية جنبا قطعة إلى جنب مع الخرزة من الشجرة القرنية في غابة إبينج، والتي من خلالها يمكنهم تشكيل نسخ طبق الأصل وعمل شارات جديدة.
ملاحظة: تم الاستفادة في إعداد هذا المقال من عدد من المقالات والأبحاث وأخص بالذكر التعريف بإطار الشارة الخشبية الجديد الذي نشره المكتب الكشفي العالمي في كوالالمبور عام 2020.
إعداد القائد / عامر منير صافي
الكويت في 23-03-2023