الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 الحركة الكشفية 8 لمحة تاريخية حول الكشافة الإسلامية الجزائرية الجزء الاول

لمحة تاريخية حول الكشافة الإسلامية الجزائرية الجزء الاول

تأسست جمعية الكشافة الفرنسية سنة 1911 بفرنسا وابتداء من سنة 1914 تم فتح فروع لها في الجزائر ليستفيد منها المستوطنون الفرنسيون القاطنين بالجزائر من أجل تربية أولادهم، هذه الفروع كانت هي السبب المباشر الذي أدخل فكرة الكشافة بالجزائر وأشهر فروع هذه الجمعيات الكشفية الفرنسية التي ظهرت بالجزائر:

1914 جمعية رواد فرنسا اللائكيون

EDF Eclaireurs de France

1920 جمعية الرواد الممتدين لفرنسا

EUF Eclaireurs des Unionistes de France

1922 جمعية كشافين فرنسا الكاثوليكيين

SFC Scout de France catholiques

1929 جمعية الرواد المستقلين

Les Eclaireurs indépendants

1929 الفيدرالية الفرنسية للرائدات اللائكات

FFE  Fédération  Française des Eclaireuses pour filles  laïques

وأول فرصة أتيحت لنضوج فكرة الكشافة لدى الجزائريين وعجلت ميلاد الحركة الكشفية الجزائرية  هي مناسبة احتفال الفرنسيين بالذكرى المئوية (مرور 100 سنة) على احتلالهم الجزائر”1930″حيث أقيم بالجزائر العاصمة احتفالا ضخما بهذه المناسبة.

 خروج 3000 كشاف (فرنسي) للتظاهر في أحياء العاصمة حيث جذب هذا الاحتفال عدد هائل من الجمهور([1]) حيث قاموا بأداء مسيرة تاريخية بدأت من ساحة الشهداء إلى شارع خميسي حاليا وكانت المسيرة مصحوبة بأداء أناشيد كشفية واستعراضات كشفية بمشاركة كشافة بعض الدول الأوربية المدعوة إلى هذا الحفل (بعد أن نضّم مخيم صيفي ضخم) ورفعوا شعارات كثيرة منها”الجزائر فرنسية””الجزائر امتداد لأرض فرنسا””الجزائر فرنسية إلى الأبد”…

فاستفزوا الشعور الوطني في الجزائريين الواعي وأيقضوا الغافلين منهم، فتكونت جمعيات وهيئات ومنظمات.. في هذا الجو المشحون بدء الكشافون الجزائريون الذين تدربوا وتكونوا في المنظمات الفرنسية ينسلخون منها ويكونون أفواجا كشفية وجمعيات ونوادي محلية لها هنا وهناك… وهي البذور الأولى لنشوء (الحركة الكشفية الجزائرية) بعد (الكشافة الفرنسية بالجزائر) التي عاشت قبل ذلك نحو عشرين سنة فرنسية المظهر والمخبر والتسيير والقيادة… الخ([2]).

وكانت النشأة الرسمية لأول جمعية كشفية جزائرية على يد محمد بوراس الذي أنشأ فوج الفلاح في الجزائر العاصمة سنة 1935 وبهذا كان فوج الفلاح نقطة الانطلاق للكشافة الإسلامية الجزائرية حيث بدأت بعد فترة قليلة من تأسيسه ظهور  فوج الكواكب بتيزي وزو ثم مستغانم ثم انتشار الأفواج الكشفية الجزائرية عبر أنحاء الوطن نذكر منها: فوج الرجاء ثم فوج الإقبال و الصباح  بقسنطينة ، وفوج الإقبال بالبليدة، فوج المنى بعنابة،

وفي سنة 1936 فوج الإقبال بقسنطينة، فوج الحياة بسطيف وفوج الهلال بتيزي وزو وفوج الرجاء بباتنة وفوج الرجاء في قسنطينة وفوج المنصورة بتلمسان…

وفي سنة 1938 فوج ابن خلدون بمليانة وفوج النجوم بقالمة 1939…. ([3]) ، وكل هذه الجمعيات التي تكونت حتى عام 1939 ذات هدف واحد هو تربية الشبيبة بالطريقة الكشفية وغرس الوطنية وظهرت نتيجة المحاولات التي قام بها أشخاص بحثوا عن أفضل الطرق لمساعدة الطفل المسلم وخاصة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس والمراهقين الذين تهددهم الآفات الاجتماعية الخطيرة كالخمر والمخالطة السيئة والبطالة والفقر([4]).

وفي سنة 1935 فكر رائد هذه الحركة بالجزائر وهو الشهيد محمد بوراس في إنشاء (جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية) نظير جامعات الكشافة الكاثوليكية والإسرائيلية واللائكة والبروتستانتية في الجزائر، تجمع شتات الجمعيات والأفواج الكشفية المحلية توحدها وتوجهها في اتجاه وطني واحد فأعد قانونا أساسيا عرضه على السلطات الفرنسية الحاكمة للمصادقة عليه، ولكنها عرقلته وعطلته لما فيه من طابع معبر للشخصية الجزائرية غير أن السيد بوراس لم ييأس وبقي يتابع الموضوع ويتحين له الفرص السانحة المواتية كلما تغير الحاكمون أو تغير نظام الحكم وفي سنة 1936 تقدم بمشروعه على الحكومة الجديدة بعد أن أدخل عليه تعديلات طفيفة فحظي بالموافقة (وفقا لقانون 1901 الذي يسمح بتكوين الجمعيات اللاسياسية ) يسعى لضم شمل الكشافين الجزائريين بجمع شتات الأفواج المحلية المتفرقة في الوطن في جامعة واحدة تمثلهم أطلق عليها اسم (جامعة الكشافة الإسلامية الجزائرية) وبرغم من الصعوبات والعراقيل التي اعترضتها من مثيلاتها الفرنسية المنافسة ومن بعض الحكام الاستعماريين وأذنابهم من المواطنين المتواطئين معهم، شقت طريقها وسارت بخطى ثابتة نحو هدفها المنشود، وكان بنّاءها ومسيروها الأوائل السادة:

الشهيد محمد بوراس – الصادق الغول-  محمد فرج – وبوبريط والطاهر التجيني ومحمد القشعي وعمر الاغا والغوثي شريف ومحفوظ قداش وحسن بلكريد ومختار بوعزيز وإبراهيم بلعموشي… الخ

وكان أول مؤتمر تأسيسي كشفي لها سنة 1939 أيام 27 -28 -29 جويلية بالحراش في الجزائر العاصمة ضم نخبة من الكشافين الجزائريين من أهم الأفواج الموجودة آنذاك في الوطن([5]) وختم أعماله  بحفل بهيج رائع تحت الرئاسة الشرفية لابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين…. وكان هذا المؤتمر الكشفي عقد تحت شعار (الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا).

كان من نتائج هذا المؤتمر التأسيسي لتكوين الفيدرالية حيث حضره ممثلي الأفواج الكشفية عبر كل التراب الوطني وكان من نتائج هذا المؤتمر:   

1 – التعريف بفيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية.

2 – وضع قوانين واختيار تسمية للفيدرالية.

3 – انتخاب مكتب يمثل المجلس الإداري.

4 – وضع مشاريع للنشاطات المشتركة في المستقبل.

وتم اختيار محمد بوراس ليكون رئيسا للفيدرالية وعمر الأغا نائبا له([1]) ، وهكذا نشأت وترعرعت (الكشافة الإسلامية الجزائرية) من أول عهدها في أحضان الحركة الإصلاحية العامة التي تشرف عليها وتوجهها (جمعية العلماء المسلمين) واسم الجامعة الكشفية دال على ذلك، كما نبت معظم أفواجها وأكثر جمعياتها في أوساط وبيئات إصلاحية إلى جانب النوادي والمدارس العربية الحرة بل كان أغلب فتيان الحركة الكشفية وقادتها ومسيري جمعياتها من تلاميذ هذه المدارس والنوادي أو من أعضاء جمعياتها المحلية، وكان مرشدوها جميعا من معلمي تلك المدارس، كما كان الأساتذة  والمعلمون الجزائريون المتحررون في المدارس الفرنسية من أهم عناصرها وبنّاءها وبعض السياسيين كذلك كانوا لا يبخلون عليها بالدعم والتأييد والمشاركة العملية.

وكان الكشافون يشاركون الشعب في احتفالاته وتجمعاته بلباسهم الرسمي لحفظ النظام ومديد المساعدة أو (لتشنيف) الأسماع بما يناسب من الأناشيد الوطنية العذبة، فكانوا يحضرون الحفلات الخيرية في الأعياد والمواسم الإسلامية، ويشاركون تلاميذ المدارس العربية الحرة في احتفالات آخر السنة الدراسية، ويقدمون العون والتأييد في كل تجمع للصالح العام.

فاكتسبت الحركة الكشفية بذلك مكانة شعبية مرموقة وشهرة عامة على مستوى الوطن، وأصبحت من الحركات الوطنية الواعية التي أحبها الشعب وتعلق بها فتوجس المستعمرون منها خفية ونصبوا لها العداء كما نصبوا الحركات التحررية الأخرى سواء كانت سياسية أو ثقافية أو دينية  أو اجتماعية([2]).

عانت الحركة أثناء الحرب العالمية الثانية الكثير من الأزمات بعد بضعة أشهر من انعقاد المؤتمر الكشفي
نوفمبر1939 اندلعت الحرب العالمية الثانية وتم تجنيد عام لعدة مسؤولين في الكشافة وتأثرت الأفواج الكشفية بهذه الوضعية فكانت على وشك الزوال
[3]وكذلك اتهام الفرنسيون للسيد محمد بوراس الرائد الأول للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتشويش والتهريج فحكموا عليه وعلى اثنين من رفاقه بالإعدام بتهمة التواطؤ مع العدو، ونفذ فيهم الحكم في 27 ماي 1941 فكانوا شهداء الوطن في هذه الحرب وكانت هذه الواقعة ضربة قوية تتلقاها الحركة الكشفية الجزائرية من السلطة الفرنسية المؤقتة انتقاما وتشفيا من الأهالي الذين كانت ترى في عيونهم الشماتة بها والاحتقار لها، وكادت تكون هذه الواقعة الضربة القاضية للحركة الكشفية لولا لطف الله ورعايته وبعض المساعي الحميدة… الخ.

كانت حكومة فيشي العسكرية قد وحدت المنظمات الكشفية في مجلس وطني عام يشرف عليها لتسهيل مراقبتها يضم القادة والأمناء والمندوبين الوطنيين في كل من فرنسا والأقطار التابعة لها اختير الجنرال لافونتLOFANT لرئاسة هذا المجلس فوقع (تحوير) في الكشافة الإسلامية الجزائرية اقتضته ظروف الحرب آنذاك حفاظا على بقائها إلى أن تنجلي الأزمة وظروف الحرب فرضت على السلطات الفرنسية تهدأت الأوضاع في مستعمراتها فنشطت الحركات والمنظمات من جديد، ومن بينها (الكشافة الإسلامية الجزائرية).

انتظم في هذه الفترة أكبر تجمع تاريخي لها (الكشافة) في (مخيم تلمسان) في جويلية من عام 1944 تحت شعار”الاستقلال والحرية”اشترك فيه حوالي خمسمائة قائد من مختلف الأفواج والفرق المنتشرة في الوطن وحضرته شخصيات كثيرة خلال هذا التجمع ترددت الكثير من الأناشيد الوطنية  والدينية مثال: شعب الجزائر مسلم، وبلادي بلادي، وموطني، وكشاف هيا  ( كان نشيد التجمع : من جبالنا، طلع صوت الأحرار )

[1] – محمد درويش – الكشافة مدرسة الوطنية (بالفرنسية) – مرجع سابق – ص34، 35.

[2] – محمد صالح رمضان – مجلة الثقافة – مرجع سابق – ص62، 63.

[3] – محمد درويش – الكشافة مدرسة الوطنية (بالفرنسية) – مرجع سابق – ص34 إلى38.

[1] – محمد درويش – الكشافة المدرسة للتربية الوطنية (بالفرنسية) – المؤسسة الوطنية للكتاب – الجزائر – 1985 –  ص21/23.

[2] – محمد الصالح رمضان – مجلة الثقافة العدد – سنة     – ص60.

[3] – محمد درويش – الكشافة المدرسة للتربية الوطنية (بالفرنسة) – مرجع سابق.

[4] – KADDACHE  Tlahfoud – Histoire du nationalisme algérien.

[5] – محمد صالح رمضان – مجلة الثقافة (مرجع سابق) – ص60، 61.

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: