فى أواخر عام 1929 رأت مراقبة التربية البدنية – قسم البنات بوزراة المعارف العمومية الفرصة مناسبة لإدخال نظام الفتيات المرشدات بمدارس البنات بمصر، فقامت بتدريب بعض من المعلمات بمدارس البنات على نظام المرشدات و قيادة الفرق بمعرفة السيدة منيرة صبرى إبتداء من نوفمبر 1929 حتى أواخر مارس 1930، حيث سمح لهؤلات القائدات بإنشاء الفرق الأولى للمرشدات المصريات فى عدد من مدارس القاهرة و بعض المحافظات الأخرى.
و فى 17 أبريل عام 1932 أقيمت الحفلة الثانية للمرشدات و تفضل الملك فؤاد الأول بحضورها مع أفراد الأسرة المالكة و لهذا أعتبرت الفتيات هذا الحضور من أكبر الأسباب فى نجاح حركة المرشدات و كانت هذه الحفلة خير دعاية لحركات المرشدات بين الفتيات و الجمهور.
و فى أغسطس عام 1932 أستطاعت السيدة منيرة صبرى الحصول على الإعتراف بالهيئة المصرية للمرشدات كعضو كامل فى الجمعية العالمية للمرشدات و لها الحق فى التصويت.
و أستمرت حركة المرشدات فى الإتساع و النمو حتى بلغ عدد المرشدات فى مارس عام 1934 خمسة آلاف فتاة.
فى أغسطس عام 1934 مثلت السيدة منيرة صبرى هيئة المرشدات المصريات فى المؤتمر الدولى الثامن الذى عقد بالمركز العالمى بأدلبودن بسويسرا.
و أستمرت جمعية المرشدات المصرية الأهلية كهيئة وحيدة تشرف على حركة المرشدات فى جميع أنحاء مصر حتى أصبحت لها فروع فى جميع المحافظات.
قرر بادن باول إنشاء حركة خاصة بالفتيات, وادخل في هذه الحركة الكثير من النشاطات التي كان يقوم بها الفتيان, إلى جانب بعض المهارات النسائية التي كان يفترض أن تكون الفتيات على معرفة وثيقة بها, وبخاصة ماله علاقة بالشئون المنزلية وتدبير أمور البيت.
ولقد سمى اللورد بادن باول هذه الحركة الجديدة ” المرشدات ” وفي ذهنه فئتان شهيرتان من المرشدين:
* الفئة الأولى: ذلك التشكيل الشهير من الأدلاء في الهند المكون من رجال عرفوا بشدة المراس, وبالقدرة وسرعة الخاطر في معالجة الأوضاع الصعبة, إلى جانب تخليهم بالحذق والجراة, فقد كانوا قوة مدربة على النهوض بأي واجب ومستعدة لمعالجة أي أمر طارئ.
* الفئة الثانية: وراء اسم المرشدات كانت فئة أدلاء الجبال في سويسرا وما حولها من المناطق الجبلية, وهم رجال باستطاعتهم إرشاد الناس عبر أصعب المناطق الجبلية وأكثرها خطورة بجرأة وبراعة, كما إنهم مستعدون دوما لإنقاذ من يجدون أنفسهم في مأزق أو شدة, فهم رجال يستمرثون الإثارة وهكذا, اختار روبرت بادن باول كلمة ” المرشدة ” لتعني الفتاة التي تملك مثل هذه المزايا النبيلة, إلى جانب المثابرة الدؤوبة والإدراك السليم والثقة بالنفس.
وتظل هذه المزايا عبر السنين طلبة ” المرشدات ” يحاولن اكتسابها بواسطة برامج مفيدة وممتعة من التدريب وخدمة الآخرين.
وفي بادئ الأمر لم تسد الفتيات اللواتي أطلقن على أنفسهن اسم ” الكشافات ” حماسة ملحوظة لتغيير الاسم, ولا حتى لتغيير مناهج النشاطات, فقد فضلن البقاء ” الكشافات ” وان يحتفظن بأسماء طلائع تنم عن القوة والبأس, وقد بدا للكثيرات منهن انه لمن المهانة أن يستبدلن بعضوية طليعة الأسد أو الكنغر عضوية طليعة شقائق النعمان أو السوسن, ولقد فضلن أعمال الفتوة على تلك النشاطات الملطفة التي اعتبرت مناسبة للفتيات ..لكنهن عندما أدركن موجبات تلك التغيرات, تغلبن على شعورهن بالامتعاض, وانخرطن بمزيد من الحماسة في حركة المرشدات التي أخذت تسير بخطى سريعة في طريق النمو والازدهار .