الكشافة القطرية : بهدف تعزيز الموروث الشعبي لدى منتسبيها
جمعية الكشافة القطرية تحتفل بليلة «القرنقعوه»
احتفلتْ جمعيةُ الكشافة والمرشدات القطرية بليلة القرنقعوه، التي تهدفُ إلى إحياء التراث القديم واكتساب الأشبال والزهرات، الموروثاتِ الشعبيةَ.
وأهمُّ ما تميزَ به الحفلُ هو ارتداء الأطفال الزي الشعبي القطري وترديدهم أهازيج القرنقعوه، وتوزيع الحلوى والمكسرات المألوفة، وهي عادة خليجيَّة من الموروث الشعبي، وهي احتفال تقيمه الأسر لتكريم للأطفال ومكافأتهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان ولتشجيعهم على الاستمرار في صيام النصف المتبقي منه. ويعودُ سبب هذه التسمية إلى «قرة العين في هذا الشهر»، ويقال: إنه بمرور الزمن تحوَّرت الكلمة وأصبحت «القرنقعوه»، كما يقال: إنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب والأكياس التي يحملونها عادة في هذه الليلة. وتسمى في قطر «الخريطة»، وهي تشبه «المخلاة» أو الخرج، وهو الكيس الذي يعلق في العنق ويتدلى، ويصنع عادة من القماش وفي بعض المناطق من الجلد. وتأتي مبادرة ليلة القرنقعوه في إطار حرص الكشافة القطرية على الاستمرار في إحياء الموروث الشعبي. وفي هذا الإطار، قال الأستاذ جاسم الحردان المفوض العام لجمعية الكشافة والمرشدات القطرية: إن مثل هذه المناسبات فرصة ثمينة تغتنمها الكشافة القطرية حتى تضع البسمة والذكرى الجميلة في قلوب الأطفال وعائلاتهم ومن هذا المنطلق دأبت الجمعية على الاستعداد للاحتفال في هذا اليوم بما يتناسب مع الأعداد الكبيرة التي تتوافد على مبنى جمعية الكشافة للاستمتاع بهذه الأجواء التراثية الرائعة، مؤكدًا أنَّ الأبناء بحاجة لمعرفة المزيد عن هذه العادات التراثية الأصيلة.
من جانبها، قالت القائدة وضحى الخيارين مديرة إدارة المرشدات بالإنابة: إنَّ جمعية الكشافة حريصة كل الحرص على إحياء فعالية القرنقعوه كل عام، حيث يطوف الأطفال مرتدين أزياءهم الشعبية ويرددون الأهازيج، حيث توزع الحلوى عليهم.. وتختلف الأهازيج بحسب المناطق اختلافًا بسيطًا، ولكنها تبقى متشابهة في مضمونها، حيث يطوف الأطفال مرتدين الأزياء الشعبية، فيلبس الأولاد الدشداشة والسترة، أما البنات فيلبسن الدراعات والبخنق، وهي أقمشة بألوان مختلفة مطرزة، مع الترتر الذي يوضع على الرأس مع حمل كيسٍ لجمع المكسرات والحلوى.
وعادة ما تبدأ هذه الفعالية بعد صلاة المغرب مصحوبة بالأغاني الشعبية، حيث يأخذ الأطفال بعد إفطارهم مع أذان المغرب في التجمع والسير حاملين حول أعناقهم أكياسهم القماشية أو سلالًا من الخوص، ويرددون الأهازيج والأناشيد الشعبية فيبدؤون بالمرور على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهل تلك البيوت، ومن الأهازيج والأناشيد التي يرددونها: «قرنقعوه قرقاعوه، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة».
ويتميزُ احتفالُ ليلة القرنقعوه بأنَّه مهرجان تراثي يتوجه بشكل خاص للأطفال، ويُحتفى به في منطقة الخليج العربي في الليلة الرابعة عشرة من شهر رمضان المبارك.
ويأتي احتفال الكشافة القطرية بالقرنقعوه في إطار التزامها الراسخ بالحفاظ على الثقافة القطرية الأصيلة وتراثها العريق، وقد عكست فعاليات الاحتفال لهذا العام قيم الرحمة والأمانة والسخاء والتسامح.
الراية القطرية _ الموقع الرسمي