الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 التربية الكشفية 8 سياسة تمكين الشباب في الحركة الكشفية:

سياسة تمكين الشباب في الحركة الكشفية:

أثناء حرب البوير الثانية في جنوب إفريقيا عام 1899، أشرك روبرت بادن باول، والذي كان ضابط في الجيش البريطاني، الفتيان من السكان المحليين لتقديم الإسعافات الأولية لقواته، وحمل الرسائل وإدارة المهمات.
ولإدراكه أهمية هذه الأنشطة للشباب، أجرى بادن باول مخيما تجريبيا لـ 20 فتى عام 1907 وكتب كتابًا بعنوان “الكشفية للفتيان” عام 1908، حيث أرسى فيه الأساس للحركة الكشفية العالمية، وفي وقت لاحق، اكتسبت الحركة زخمًا وبدأت مجموعات من الفتيان في تنظيم أنفسهم بمعونة القادة في فرق للمخيمات والأنشطة.
يتم تزويد الراشدين بشكل أساسي ببرنامج متقدم في المنهاج الكشفي يتكون من متطلبات فيها نظام الشارات والأنشطة التي تشمل جميع المجالات الكشفية، والتي نتمي عند الكشافة من الفتية والشباب المغامرة وفيها تنمية الذات وتنمية المجتمع، حيث يتم توفير التدريب في مجموعات تسمى طلائع تتكون من 6-8 كشافة، ويتم تعيين أحدهم كقائد للطليعة.
لذلك نجد أن الكشافة حرصت على إعطاء المسؤولية في مرحلة مبكرة من الحياة، حيث يبدأ ذلك من مرحلة الأشبال عندما يعطي السادس صلاحيات بسيطة لقيادة السادوس بهدف تعويده على المسؤولية وغرس الطريقة الكشفية فيه، ثم في مراحل كشفية متقدمة يمكننا منح الكشافة الفرصة لتطوير أنفسهم من خلال زيادة المسؤولية تدريجياً في الفرق والطلائع ومن ثم التدريب والادارة ، لذلك تنوعت المهام القيادية في الفرقة من مساعد عريف إلى عريف إلى عريف أول..، إن هذه التنمية من خلال الأنشطة الكشفية وتحويلها إلى ممارسة عملية هي ثقافة يجب تعميمها في جميع المستويات الكشفية وخاصة من خلال المبادئ الرئيسية:
1. دعم الراشدين
2. إعداد مدربين
3. إعداد مدرب مدربين
4. ‏التدرب الذاتي وتلمس الأشياء والمشاركة عن قرب
إن تمكين الشباب ليس أمرا عشوائيا بل هو في صميم دعم الراشدين الذي يعتبر أحد عناصر الطريقة الكشفية، وهي عملية تبدأ بخطوات صغيرة وتتطور مع وقت لتصبح عبارة عن خبرات متراكمة في إعداد المخيمات وإعطاء المسؤوليات وتوزيع الأدوار وغيرها من الأمور القيادية، وعلينا أن نبحث أيضا عن أثر ذلك الشعور الذي ينعكس على حياة الراشدين وإنجازاتهم.
– اسأل الفتى:
وهي عبارة مقتبسة من كلام اللورد بادن باول، والتي وجهها لإشراك الراشدين في صنع القرار، وعلينا أن نعمل على استخدامها و تقديم الدعم بالتراجع خطوة للخلف لإفساح المجال للراشدين لتولي المسؤولية، وذلك من خلال التحدث والاستماع إليهم ووضع الخبرات والموارد في خدمتهم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم وأحلامهم.
– على خطى المؤسس:
إن تمكين الشباب هو تعبير حديث إلى حد ما، لكن ممارسته متجذرة بعمق في الطريقة الكشفية، لذلك من الضروري إعطاء بعض المؤشرات الأساسية للكشافة لإظهار كيف كان روبرت بادن باول صاحب الرؤية الحقة في تطوير قدرات الشباب ومشاركتهم في المجتمع.
– الشبل الذئب:
يبدأ تمكين الشباب من بدايات المراحل الكشفية، وهي مرحلة الأشبال ومن يستعرض كتاب الشبل الذئب لبادن باول يجد أنه يتحدث عن مدى أهمية تشجيع الفتية بدءًا من هذه المرحلة التي تم تأسيسها في مراحل مبكرة من بداية الحركة الكشفية عام 1916.
– كيفية إشعال النار وإطفاءها:
يجب عند تدريب الفتى على كيفية إشعال النيران مثلا أن تكون حريص أيضا كقائد راشد على تدريبه على كيفية إطفائها، حتى لا تمتد شرارة الإشعال إلى أماكن أخرى مما يؤدي إلى كارثة، وكذلك التعامل مع الأجيال يجب أن يكون على منهاج واضح يتدرب فيه الكشاف كيف يخطط لمستقبله وكيف يقييم بغية التصحيح إذا أخطأ.
والتحفيز هو منح شرارة صغيرة للقائد تساعده على هذا الإشعال لخدمة مجتمعه بالنفع والفائدة.
كتبه القائد / عامر منير صافي
الكويت في 07-05-2022

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*