1. البداية
– عُرف نظام الطلائع لأول مرة من قبل مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول، وذلك عندما كان في الجيش البريطاني في الهند، والنظام الذي ابتكره مكّن الجنود من العمل في مجموعات صغيرة واستخدام مبادرتهم ومهاراتهم الخاصة ضمن الخطة الشاملة للحملة.
– ولتعزيز الفكرة داخل الجيش كتب بادن باول كتابًا صغيرًا عام 1899 سماه “مساعدات للكشافة”، حيث كان الأمر جديدًا جدًا وعمليًا في نفس الوقت لدرجة أن العديد من أعضاء العاملين في مهنة التدريس قاموا بتكييف هذه المبادئ مع التدريس.
– وعندما تأسست الحركة الكشفية أصبح نظام الطلائع أحد العناصر الأساسية لها، ولم يمنح نظام الطلائع جانبًا من المغامرة الحقيقية للبرنامج والمسؤولية للأولاد أنفسهم فحسب، بل امتزج أيضًا بشكل مثالي مع الرغبة الطبيعية لدى الفتيان في تشكيل عصابات في أحيائهم ومدارسهم، حيث كانت هذه العصابات ذاتها التي اجتمعت في الشوارع هي التي شكلت نفسها بشكل عفوي في الطلائع وبدأت الكشافة.
2. نظام الطلائع يجذب الفتيان:
إذن ما هو الشيء الذي جذب الفتيان إلى هذا الحد وأدى إلى النمو الهائل للحركة؟
لقد كان مزيجًا من جاذبية المغامرة الحقيقية التي يقدمها البرنامج، إلى جانب التحدي الذي قدمه نظام الطلائع “العصابة” لتخطيط أنشطتها الخاصة وتحمل المسؤولية تجاه نفسها والانضباط في عملها، دون تدخل من الراشدين الكبار.
3. أهمية المغامرة والتحدي في نظام الطلائع:
– إن نظام الطلائع لا يعمل بمفرده بسبب ذاتي، إنما ليكون لنظام الطلائع معنى علينا توفير المغامرة أيضًا.
– يسمح نظام الطلائع للفتيان بتشكيل أنفسهم في مجموعات صغيرة يختارونها بأنفسهم ويسمح لأعضاء الطليعة باختيار قائدهم الذي يسمى “عريف”.
– تتحمل الطليعة والعريف مسؤولية التخطيط للأنشطة وتنفيذها والاهتمام بالانضباط داخل الطليعة، حيث يجب أن تعرف الطليعة متعة التخطيط لمغامراتها وتنفيذها، وعلى العريف أن يتخذ قراراته الخاصة وأن يتعلم النجاح من أخطائه.
– إن الطلائع بشكل جماعي هي المسؤولة عن معايير وسلوك الفرق الكشفية، وتقع المسؤولية عن ذلك بشكل مباشر على العريف الأول، على الرغم من أن كل عضو في الطليعة يجب أن يلعب دوره.
4. نشوء فكرة العريف
عندما تم تشكيل أول طليعة كشافة، لم يكن هناك قائد للطليعة يسمى العريف، لكن سرعان ما وجد الفتيان أنهم بحاجة إلى المساعدة والمشورة من فتى فيه الصفات القيادية وعنده الخبرة للقيام بالأنشطة الأكثر ميلًا إلى المغامرة.
من المهم أن تقوم الطليعة بوضع خططها الخاصة وتعمل على حل مشاكلها الخاصة، ويكون التوجه فقط إلى القائد للحصول على المشورة والأفكار الجديدة والإرشاد، وهو الشخص الذي يمكنه القيام بأشياء خارج نطاق صلاحيات الطليعة.
الجزء الثاني: روح الطليعة
1. تعريف لروح الطليعة:
لا يمكننا تعريف روح الطليعة بكلمات محددة، إنما يمكن لنا وصفها:
-فهي مثل الشخصية، تتعرف عليها عندما تراها.
– إنها ذلك العنصر المطلوب وجوده في كل طليعة لتوحيد عملها.
– إنها ذلك المعنى الذي يضفي المرح والمتعة على اجتماعات الطليعة، وهو ما يمثل الحياة الحقيقية للطليعة.
– إنها التي تجعل أفرادها يضحون من أجل مصلحة الطليعة، ويتجاوزون الخلافات الشخصية، مما يجعل الانضباط أمرًا بسيطًا لأن كل كشاف يريد فعل الصواب تجاه أخيه الكشاف.
– وهي التي تجعل الطليعة قوية ومتماسكة وبدونها تصبح الطليعة مجرد مجموعة من الأولاد والذي قد ينهار كل شيء بينهم في أي لحظة.
2. كيف تنمو؟
لا تنتشر روح الطليعة مثل الفطر والطحالب بين عشية وضحاها، ولا يمكن صنعها حسب الطلب. ولكن يمكن تطويرها بنفس الطريقة التي يمكن بها مساعدة شجرة صغيرة على النمو من خلال إعطائها تربة غنية لتنمو فيها، وعن طريق رعايتها بأمانة، والسماح بوصول الكثير من الشمس والهواء إليها، واقتلاع الأعشاب الضارة التي تهددها.
وهناك العديد من الأشياء الصغيرة والكبيرة التي تصنع روح الطليعة:
– إنها تنمو من الطريقة التي يرحب بها العريف بالفتى الجديد المنتسب للطليعة.
– إنها تنمو باستمرار الاتصال مع الكشاف الجديد بين الاجتماعات ومساعدته في الأسابيع الأولى من عضويته في الطليعة، وتفقد الكشاف الغائب.
– تنمو في الأشياء التي تتميز الطليعة بها عن الطلائع الأخرى في الفرقة: اسم الطليعة، علم الطليعة، شعار الطليعة، صيحة الطليعة، إنجازات الطليعة.
– تنمو في الأشياء التي تصنعها الطليعة: ركن الطليعة، سجل الطليعة، معدات التخييم الخاصة بالطليعة ، صندوق الطليعة، الطريقة المميزة التي يتزين بها علم الطليعة وعصي أفرادها.
– تنمو روح من خلال الأشياء التي يقوم بها أفراد الطليعة معًا: اجتماعات الطليعة والمشي لمسافات طويلة والمخيمات ومشاركة الطليعة كوحدة واحدة في أنشطة الفرقة.
3. العريف ودوره في روح الطليعة:
– إن العريف هو محرك الطليعة، لذلك فمن الطبيعي أن الخطوات الأولى لاكتساب روح الطليعة يجب أن تأتي منه.
– يجب أن يكون لديه إيمان مطلق بطليعته بالرغم من خيبات الأمل في بعض الأحيان، لكن العريف الجيد هو الذي يستطيع اقناع فريقه بالعمل لأجل الطليعة دون أن يرغمهم على ذلك.
– من أفضل الطرق لتعزيز روح الطليعة هو عقد اجتماعات الأسبوعية، لأنها تنمي فيما بينهم روح الفريق.
-من الضروري الاهتمام بركن الطليعة، بوضع لوحة للإعلانات خاصة بالطليعة في مقر الفرقة، ونشر إشعارات بأنشطة الفرقة، ووضع مخطط تقدم الطليعة، ورسوم بيانية وصور مفيدة وجذابة خاصة بالطليعة.
أخيرًا يجب أن نضع في الاعتبار أنه لا يمكننا تعلم أي شيء عن روح الطليعة إلا من خلال التجربة إنها تنمو فقط بمساعدة واهتمام من عريفها.

الجزء الثالث: العمل على تنظيم الطليعة (1-2)
أيها العريف إن جعل طليعتك ناجحة يعتمد على تنظيم أفرادها وإعطائهم المهام المناسبة لشخصيتهم، فالطليعة المنظمة تنجز بشكل جيد مما يجعلها تتقدم بين الطلائع إلى أبعد الحدود.
تتنوع شخصيات الفتيان بحكم طبيعة الاختلاف بين البشر بشكل عام، وفيما يلي أمور أساسية وقواعد بسيطة تساعد القائد والعريف من التعامل مع معظم الكشافة:
– أساسيات التنظيم في الطلائع:
هناك أمور ثلاثة تعتبر أساسية في تنظيم الطلائع وهي:
1. حجم الطليعة
2. نوع أفرادها
3. المهام التي يتعين عليهم القيام بها.
1. ما هو الحجم المناسب للطليعة؟
فيما يلي معلومات يجب أن يطلع عليها كل عريف وقائد:
– يكون حجم الطليعة بشكل عام ثمانية كشافة بما في ذلك العريف ونائبه.
– إن هذا العدد قد ينقص كلما نقصت المرحلة السنية للمراحل الكشفية.
– إن السداسيات في مرحلة الأشبال يعتبر عدد أعضاءها ستة هو العدد المثالي.
- لا يعني ذلك أن لا يكون العدد ستة هو المثالي في مرحلتي الكشاف والكشاف المتقدم.
2. الكشافة في الطليعة:
أي نوع من الأفراد يجب أن تحتوي الطليعة؟
وما الذي يجعل الطليعة فعالة؟
حتى تكون الطليعة فعالة فعلى العريف التحلي بالصبر والتفاهم:
– إن الصبر هو مفتاح الحل في قيادة الطلائع بشكل عام أو قيادة طليعة.
– فبالدفع والصراخ لن نصل إلى الهدف المرجو، وذلك سيؤدي فقط إلى وضع الفتيان في موقف دفاعي مما يجعل ردة فعلهم عكس ما ترغب في تحقيقه.
– بفضل التعاون والعمل معا يمكن للجميع أن يقوم بدوره، وهذا هو الهدف الأساسي الذي يجب أن تعمل عليه كعريف في الطليعة.
– هناك فرق كبير بين الانضباط والتعاون.
– الانضباط: هو إنجاز العمل عن طريق الضغط الخارجي.
– التعاون: هو إنجازه لأن كل كشاف على استعداد للقيام بدوره.
– إذا تمكن العريف من إيصال طليعته إلى فعل الشيء الصحيح، لأنهم يريدون القيام بذلك ويشعرون بالمتعة عند القيام به، فهذه خطوة مهمة نحو النجاح في قيادة.
3. أعطهم المسؤوليات والمهام:
علينا إشغال الفتيان بالأشياء التي تهمهم، وجعلهم مسؤولين عن مهام معينة يقومون بها في الطليعة، وفيما يلي بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل توزيع المهام:
– إن نظام الطلائع يوزع الواجبات ويعطي كل فتى وظيفة للقيام بها، وذلك يعني الكثير في إيجاد روح الطليعة الحقيقية.
– إن قيادة الطليعة ليست وظيفة واحد في الطليعة كما نظن، فلن تفعل شيئا إذا حاول القائد أو العريف فعل كل شيء بنفسه، فمن أجل الطليعة ومن أجل مصلحتك كقائد وعريف أنت بحاجة إلى مشاركة الجميع في القيادة.
– من خلال منح كل كشافة فرصة للقيام بشيء ما في الطليعة، فإنك تمنح جميع الكشافة فرصة للنمو في القيادة، وهذه أحد الأشياء التي نريد تحقيقها من خلال الكشافة.
الجزء الرابع: اجتماع الطليعة
الطلائع الناجحة حقا هي تلك التي تكون قادرة على عقد اجتماعات دورية في وقت آخر غير اجتماعات الفرقة، حيث أن عمل جدول منتظم لاجتماعات الطليعة يجعل كل طموحات أعضاء الطليعة تتحقق.
في اجتماعات الطلائع هناك فرصة لتدريب الفتيان على متطلبات الكشافة، ومساعدتهم على فهم معنى الوعد والقانون الكشفي، كما يمكن اختيار الأنشطة التي يجب التركيز عليها بحسب المنهاج الكشفي.
– أسئلة لا بد من الإجابة عليها لنجاح الاجتماع:
لدينا أربعة أسئلة أساسية يجب وضعها في الاعتبار لنجاح اجتماع الطليعة وهي:
أين؟ متى؟ ماذا؟ كيف؟
– أين يكون اجتماع الطليعة؟
ليس من الضروري بل هو أمر غير مرغوب فيه أن تكون اجتماعات الطليعة في الأماكن المغلقة، كما أنه لا ينبغي أن يكون هناك صعوبة في العثور على مكان في الهواء الطلق حيث يمكنك عقد اجتماعات الطليعة، فأماكن من مثل الفناء الخلفي أو ركن في الحديقة، أو حتى في ملعب، تعتبر من الأماكن المناسبة في المدينة. إما إذا كان مقر المجموعة الكشفية في بلدة صغيرة، فيكون من السهل تحديد مكان في ضواحي المدينة حيث يمكن الاجتماع وعقد اجتماعات الطليعة.
لكن لا مانع أحيانا من عقد بعض الاجتماعات في أحد منازل الفتيان إذا لم يتوفر مكان خارجي مناسب، فهو بالإضافة إلى أنه مكان للالتقاء، فهناك فائدتان للالتقاء في البيوت المختلفة:
1. التعرف على والدي الفتى في المنزل، وبالتالي يتعرف الوالدان أيضا على أفراد الطليعة.
2. البحث في جوار البيوت وبعلم أولياء الأمور عن مقر دائم لاجتماعات الطليعة الداخلية وذلك لجعله عرينا خاصا بها، ولا يشترط أن تكون مساحته كبيرة، فكوخ صغير أو ركن مرآب أو قبو أو غرفة في العلية أو جزء من دور علوي. فمثل هذه الأماكن ستجعل اجتماعات الطليعة مليئة بالعمل في صبغ المكان وتزيينه وصنع لوحات للجدران وغير ذلك من الأشياء، إن القيام بذلك يضفي على روح الطليعة الشيء الكثير.
– متى يكون اجتماع الطليعة؟
من الناحية المثالية يجب أن تعقد الطليعة اجتماعاتها الدورية بشكل أسبوعي، ولكن إذا لم يتم تحقيق ذلك لأي سبب، فعلى الأقل أن يتم عقده في الشهر مرتين.
أيضا من الجيد تثبيت يوم مناسب للجميع اجتمع في الأسبوع.
واختر يومًا لا يتعارض مع اجتماعات الفرقة.
– ماذا يكون في اجتماع الطليعة؟
ماذا يجب أن يحتوي الاجتماع؟ وما الذي تتوقع تحقيقه؟
يمكن تقسيم أنشطة الطلائع إلى ست فئات:
1. التدريب على الأنشطة التي ستعمل عليها الفرقة.
2. التدريب على التقدم الشخصي.
3. أنشطة خاصة بمهارات الطليعة مثل الأعمال الكشفية الريادية، والمشي، وما إلى ذلك.
4. ألعاب ومسابقات كشفية.
5. الألعاب الرياضية.
6. إنجازات الطليعة.
– كيف يتم اجتماع الطليعة؟
لا يقتصر الأمر على ما يتم تناوله في الاجتماع، إنما المهم هو كيفية تقديم هذه الأمور وكيفية إدارة الاجتماع.
ومن أجل اجتماع طليعة ناجح، يجب الانتباه إلى هذه النقاط الأربع:
1. يجب أن تكون الأمور التي يتم تخطيط لها موضع اهتمام جميع أعضاء الطليعة.
2. يجب أن يكون لكل كشاف من أفراد الطليعة مسؤولية محددة للقيام بها.
3. يجب التخطيط للاجتماع بحيث يتدرب فيه كل كشاف على شيء جديد.
4. يجب أن يكون كل جزء من الاجتماع قصيرًا وسريعًا، ويجب التخطيط لمزيد من الأشياء أكثر مما يمكن تنفيذه بالفعل.
كتبه القائد / عامر منير صافي
الكويت في 04-01-2023