الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 الحركة الكشفية 8 القائد في الحركة الكشفية الجزء الثاني

القائد في الحركة الكشفية الجزء الثاني

احترام الغير:

  • احترام الغير في اعتقادته واتجاهاته الإيديولوجية وفي لونه ولغته وفي كل ما يختلف عنا من سلوك وعادات وتصرفات وغيرها هو أساس التعايش في عالمنا الحاضر, فلا يمكن وقد تكاثر الاختلاط في الأديان واللغات والتيارات السياسية وفي أنماط الحياة أن تسود ولو نسبيا السلم إن لم يكن هناك تسامح مابين الفئات بعضها البعض فلا يمكن في هذه الفسيفساء من التباين بين البشر التي هي مرآة مجتمعنا المعاصر أن يتجاهل أو يتنكر احدنا إلى غيره ممن ليس هو من دينه أو من لونه أو من جنسه أو إلى ما لذلك و إلا ساد الفزع والعنف والإرهاب واندلعت الحروب وديست كرامة الأقليات وهذا ما هو واقع مع الأسف الكبير في بعض من أجزاء عالمنا المعاصر
  • لذا وجب حسب رأينا أن أردنا أن نتجنب الأخطاء ونهفت نيران الحرب أينما هي ملتهبة أن تملا قلوبنا جميعا القوى منا والضعيف والقوي بالتسامح والإخاء واحترام الغير في كل ما يختلف فيه عنا وهذا ما أتت به الأديان السماوية , بالإضافة إلى التسامح بالمعنى الأنف الذكر فهناك مقومات أخرى لاحترام الغير من أهمها عدم إهانة المرؤوس من طرف الرئيس فليس الانضباط معناه أن تلحق بمرؤوسيك الذل والهوان وإنما هو الانقياد إلى نظام معين, والانضباط ليس هو بغاية في حد ذاته وإنما هو وسيلة, يجب على القائد أن يعامل مرؤوسيه بكل احترام حتى يطمئنوا إليه ويضعوا كامل ثقتهم فيه فلا يصدر عن القائد كلام جارح ولا سخرية سيئة ولا تهكم يورث الضغينة
  • يصدر القائد أوامره بكل حزم ولكن بدون شدة ولا صرامة حتى لا يشعر أي كان من جماعته أن في الأمر ما يفهم منه الإهانة والمس بالكرامة أو يراد من ورائه الانبطاح والتذلل, إن كان أفراد المجموعة يتمتعون بكامل كرامتهم ولا تحز في نفوسهم أية شائبة من الإهانة والاحتقار تزداد وحدتهم التحاما ومتانة وهذا ما ييسر للقائد القيام بمهمته بقدر ما تكون درجة القائد عالية بقدر ما يجب عليه أن يحترم غيره ولا يخدش في كرامته أو حتى أن يلمس ولو خفيفا من حساسيته لان” السهم يغوص بأكثر عمق أن نزل من أعلى” كما يقال
  • القائد الذي يستعمل ألفاظا غير لائقة مع مرؤوسيه يحط من مستواه هو لا من مستوى هؤلاء بينما القائد الذي يحسن مخاطبة مرؤوسيه بحزم لكن بدون صلابة وبطش بل باحترام يرفع من شأنه ومن شان مرؤوسيه في نفس الوقت

الواقعية:

  • قال احد الفقهاء” اكبر خلل في العقل هو أن يرى الإنسان الأشياء كما يلزم أن تكون عوضا أن يراها كما هي”
  • الواقعية هي معرفة بصورة موضوعية الواقع ومعرفة إمكانيات هذا الواقع في الحاضر وبأكثر ما يمكن من الدقة في المستقبل
  • القائد الذي لا يعتمد على الواقع ويسبح في الخيال ولم تكن رجلاه ملتصقتان بالأرض فاشل لا محالة
  • من الأكيد أن يكون لمهمة القائد غاية يصبوا إليها ولكن من الضروري أيضا أن تكون هذه الغاية في المتناول أي انه يمكن تحقيقها واقعيا وليست هي خيالية أو مستحيلة المنال فلابد أن تكون واضحة جلية ولا يعتريها أي غموض ولا التباس ولا أدنى شكوك في إمكانية التحقيق و ألأحرى القائد ومجموعته وراء السراب ,يجب على القائد أن يرى بكل وضوح الغرض الذي يروم الوصول إليه أولا ثم أن يخطط له ثانية أي أن يضع بكل ثبات المراحل اللازمة والواقعية أيضا لقطع مسيرته وتحد عزائم أفراد مجموعته لاقتحام كل العقبات لبلوغ الهدف وان لم يكن هذا البرنامج نفسه واقعيا ذهبت كل الجهود هباء منثورا
  • الحديث على الواقعية يجرنا إلى الحديث عن المرونة, يجب أن تكون كل الطرق والسبل المستعملة لبلوغ الغاية مرنة وكل تصلب في شانها يؤدي إلى الابتعاد عن الواقعية, المطلوب من القائد ألا يتصلب في وضع برامج عمل وحدته وان لا يتعنت ويتشدد في تنفيذ مخططاته بل أن يجعل كل أنشطته متماشية مع الظروف ومسايرة للواقع الملموس فكل شيء يرضخ أمام الواقع الساطع, النشريات العلمية والتصميمات الحكيمة وأراء الفقهاء البارزين والخبراء اللامعين كل هذا يسفهه أحيانا الواقع تبعد الرقابة القائد عن الواقعية لذا لزم بقدر ما تسمح به الظروف التنويع في الطرق تبعد الرتابة القائد عن الواقعية لذا لزم والأساليب والمشاريع وكل أوجه النشاط حتى تبقى متلاصقة مع الواقع بالإضافة إلى جاذبية التنوع
  • لا تمنع الواقعية القائد من محاولة تغيير الواقع إذا كان هناك من الأسباب ما يدعوا لذلك وألا قتلنا فيه حب الابتكار والإبداع وروح الاندفاع والمغامرة فتغيير الواقع أو بالا حرى ما في الواقع من سلبيات لا يتنافى مع الواقعية التي هي طريقة عمل وصفة من صفات القائد الحميدة
  • لا تتماشى مهمة القائد مع كثرة الكلام الفارغ والشعارات الجوفاء ومن الواقعية أن لا ينساق القائد لميوله وعاطفته وان يعرف حدود نفوذه وألا يأخذ القرارات إلا في تلك الحدود, قال اللود “بادن باول” في خصوص الواقعية:
  • “إن الكشفية تصبح شيئا مستحيلا إذا انقطعت عن الواقع وعن حقائق الحياة”

التواضع:

  • تتنافى القيادة مع الأنانية وحب الذات, ليس الكبرياء والاستعلاء من شيم القائد الحقيقي القول” أنا سيدكم” يثير السخرية, والقائد الأصيل لا يتكلم عن شخصه ويتبجح بخصاله وأعماله وهو الذي يترك لغيره الحديث عن منا قبه وإنجازاته قال احدهم” كل ما يصنع عظيما في هذا العالم فباسم الواجب وكل ما يصنع سخيفا فباسم الفائدة الخاصة, اكبر عرقلة للعمل الجماعي الكبرياء , المشين الذي يولد الحقد والبغضاء ويبث الشقاق في الصفوف فلولاه لما تناحر الناس على النفوذ والحكم وما قامت حروب ودمرت أصقاع واصفاع ولولا الكبرياء لما بقي عدد كبير من الشعوب يزرح تحت نير الاستعمار أحقابا طويلة ولا تزال بعضها إلى حد الآن
  • التواضع هي الجوهرة البراقة في جهد القائد العظيم والقائد العظيم هو الذي لا يترقب من أي كان الاعتراف بالجميل والوفاء وهو الذي يعتبر ما قام به من تضحيات من باب القيام بالواجب وإرضاء الضمير وخدمة الله والوطن ولا يترقب القائد المتواضع لا جزاء ولا شكورا
  • قال احد الحكماء ” بدون تواضع تكون القوة عنفا, وبدون تواضع تكون السلطة سخرية “
  • لا يقبل القائد المتواضع والمتبصر التملق من طرف مرؤوسيه لان كثيرا ما يكون هذا التملق غير صادق ومبنيا على مصلحة شخصية والتملق إذا وقعت خصوصا ممارسته بخبث ذكي يؤثر على القائد الضعيف الشخصية
  • القائد المحنك لا يتكلم عن نفسه ولا يقول “أنا” بل يندمج في المجموعة ويتكلم باسمها وهو أيضا الذي يسعى جهده لإعداد من يحل محله ويستلم المشعل بعده وفي هذا حجة على انقطاع القائد إلى المصلحة العامة وعلى أن إيمانه بان خطورة المسؤولية التي تقوم بها ومدتها تفوق شخصه
  • القائد هو قبل كل شيء إنسان في مستوى كل الناس وان نسي هذا أو تناساه سقط في هاوية الكبرياء والخسران والغرور

الانضباط:

  • بقدر ما يطلب القائد مرؤوسيه بالانضباط بقدر ما يلتزم أن يكون هو منضبطا إزاء رؤسائه والحقيقة كما سبق ذكره هو أن الانضباط ليس لشخص معين وإنما لنظام معين وهذا النظام متأكد في كل مجموعة بشرية وهو يضمن حسن سيرها, ففي العائلة أو المدرسة أو المعمل أو الحقل أو الإدارة أو المنظمة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الشبابية أو غيرها وجب أن يكون أفراد المجموعة مرتبطين بعضهم ببعض أي بنظام وان يكونوا منضبطين لذلك النظام, ففي حياتنا المعاصرة من منا لا يرضخ إلى انضباطات متعددة ومتشددة أحيانا غير أنها في اغلب الحالات متأكدة لضمان التنسيق والتعايش فلذا يتأكد مرة أخرى أن الانضباط ليس معناه الخنوع والتذلل إلى من هو أعلى بل هو الامتثال إلى نظام معين
  • المطلوب أن لا ينحني المرؤوس أمام الرئيس وإنما أن ينفذ الأوامر مرفوع الرأس معتزا بانضباطه واعيا أن هذا الانضباط يخدم مصلحة المجموعة لا مصلحة شخص معين
  • إذ كان الأمر المطلوب تنفيذه غير عادل أو لم تتبين بوضوح وجوبيته أو يكون صادرا عن سوء نية فماذا يكون موقف المنفذ؟ الامتثال أولا أي التنفيذ ثم ألفات النظر من بعد هذا في الصورة العادية أما في الصورة الاستثنائية أي إذا ما ثبتت خطورة التنفيذ على المجموعة أو خيانة من أصدر الأمر فعندئذ وفي الظروف القصوى يرفع الأمر إلى السلطة العليا قبل التنفيذ
  • في الحالة العادية أي صدور أمر يشك في صلاحيته أو في إمكانية تنفيذه من طرف بعض المنفذين أو حتى احدهم فكيف يقع رد الفعل ؟ ينفذ كما قلنا الأمر أولا ثم يتصل المعني بالأمر بالقائد ويبدي رأيه في الأمر وهذه الطريقة هي المنصوح بإتباعها باعتبارها أن ما ينجر عنها من خلل في تسيير المجموعة من عدم تنفيذ أمر يشك فيه من خلال من بعد إلا في الصورة الخطيرة جدا كما ذكر سابقا
  • إن كل الانضباط كما هو معروف القوة الأولى للجيوش فهو أيضا القوة الأولى لكل مجموعة بشرية تنشد الحياة والازدهار
  • الانضباط يقضي بان لا ينتقد المرؤوس رئيسه علانية بل أن يقوم بذلك إن كان انتقاده مدعما بحجج ثابتة مباشرة مع قائده وفي نطاق الاحترام الكامل
  • تجدر بالقائد أن يتقبل كل نقد نزيه صادر عن أي كان من أتباعه أو غيرهم يصدر رحب وان يكون واعيا باستمرار انه غير معصوم عن الخطأ بل هو إنسان كالآخرين وان لا يحاول أن يتخلص من أخطائه على حساب الغير فيكون قد نزل إلى مستوى من الدناءة تجلب له الاحتقار
  • هذه مجموعة من الخصال التي رأينا أن يتحلى بها القائد بصفة عامة والقائد الكشفي بصفة خاصة وهي في رأينا تضمن لصاحبها مبدئيا النجاح ومنها ما يكون جبليا في الإنسان, فينمي ومنها ما يكتسب كسبا وفي كلتا الحالتين أي في صورة التنمية أو في صورة الاكتساب يتم ذلك عن طريق التدريب المستمر بمختلف أنماطه

عن mohamed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*