فيما يلي مجموعة من المقالات وقعت عليها من تأليف الكاتب المرموق وليام هيلكورت (6 أغسطس 1900 – 9 نوفمبر 1992) والذي كان قائداً مؤثراً في منظمة الكشافة الأمريكية، كما كان كاتباً كثير الكتابة ومدربا، وساهم في ثلاثة إصدارات من الدليل الرسمي للكشافة الأمريكية.
1. لعبة الفتى:
– عند وصول الفتيان إلى موقع المخيم، تعمل طلائع الفرق على إنشاء سور من القماش الخشن من أجل حدود المخيم، ويعمل قادة الفرق على إجراء مسح للموقع بغرض إعطاء فرصة للعرفاء لاختيار مواقع لخيم الطلائع، وبمجرد تحديد الاختيارات يجب على قادة الفرق الابتعاد عن العرفاء وطلائعهم، تاركين للعرفاء مهمة تجهيز مكان إقامتهم.
– يجب أن تكون أنت – قائد الكشافة – ومساعدوك حاضرين لتقديم المشورة فقط، ولكن لا يجب أن يتطوع أحد منكم من أجل أعمال المخيم، والأهم من ذلك كله لا يجب أن تقترب من خيم الطلائع إلا بعد أن يأتي إليك العرفاء قائلين: “اكتمل إعداد المخيم”.
– في البداية قد تشعر بضرورة مساعدة الطلائع على نصب الخيام بشكل صحيح، أو لإعادة ترتيب أحجار المواقد البدائية التي ينشئها الكشافة، لكن من فضلك لا تقترب واترك هذه اللعبة للفتيان، دعهم يبذلون قصارى جهدهم، ثم بعد ذلك يمكنك مساعدتهم بالنصائح والاقتراحات الودية التي ستساعدهم على تحسين أدائهم في المرة القادمة.
– عندما يتم نصب الخيام لينام الكشافة فيها فمن الطبيعي أن تقدم يد المساعدة، حيث أن ذلك سيُتيح لك فرصة لتدريب العرفاء على العمل في المخيمات، ومعرفة مدى جودة توزيع المهام في الطليعة، ومعرفة مدى استعداد الفتيان لمتابعة مهامهم وأداء الواجبات الموكلة إليهم.
– قم بتدوين ملاحظات مكتوبة للنقاط التي ترغب في تحسينها، وقم بإجراء محادثات ودية مع العرفاء لاحقًا مقترحا عليهم كيفية تطوير مهارتهم وتفعيل قيادتهم.
– ولجعل تطبيق ذلك أمرا سلسا وممكنًا يجب بالطبع أن يكون العرفاء قد تلقوا التدريب المناسب لذلك مسبقًا.
2. لعبة الكشافة:
إن الأنشطة الخارجية التي تقوم عليها الكشافة، تبدو بالنسبة للمنتسب إليها للوهلة الأولى أمرا معقدة للغاية، وذلك هو المطلوب في البداية، لأنه لو فُتحت أبواب الكشافة على مصراعيها وكان بمقدورنا تقديم صورة بانورامية كاملة عن الحركة الكشفية بشكل واضح، سيطلع على ذلك مئات الآلاف من الفتيان على نطاق واسع، مما يجعلهم لا يهتمون بالأنشطة الكشفية وينشغلون عنها بمهام أخرى، فتصبح الممارسات متوقعة ويصيب منتسبيها الملل.
لكن عندما يتعلم الكشاف التخاطب بطريقة السيمافورد مثلا وذلك عن طريق إرسال الإشارات بأعلام من قمة تلة إلى قمة تلة أخرى، أو إشعال النار بالوسائل البدائية فإن ذلك ينمي في شخصيته رغبة التعلم وإتقان المهارات المطلوبة منه.
ولك أن تتخيل عندما يجتمع الفتيان حول النار ويدور الحوار التالي:
يسأل الفتى الأول -الذي يحضر للمرة الأولى – الكشاف: ما هي الكشافة؟
فتأتي الإجابة من الكشاف مع ابتسامة: “الكشافة متعة!”
ثم ينحني عليه فتى آخر وهم مستغرقون تمامًا في إعداد لوجبة بسيطة في الهواء الطلق، ويطرح عليه الفتى الآخر نفس السؤال.
فيجيب الكشاف وهو ينظر متعجباً: “الكشافة مغامرة!”
ثم يشاهدون مجموعة من الكشافة بقيادة عريفهم يمشون المسير الكشفي، فيأتي الجواب على نفس السؤال: “الكشافة هي رفقة!”
وهكذا نجد أن الفتيان يستطيعون أن يحددوا ما هي الكشافة من الأنشطة والألعاب الكشفية التي يمارسونها، وفي النهاية فإن الكشافة هي “لعبة” هذا التعريف الصحيح لها.
الكشافة كلعبة:
بالنسبة للفتى تعتبر الكشافة لعبة رائعة، مليئة باللعب ومليئة بالضحك، تجعله دوما مشغولاً بما هو مفيد، وتبقيه سعيداً.
وهذه هي قوة الكشافة! إنها تجذب الفتى إليها ليصبح كشافًا وذلك للمتعة المطلقة الموجودة فيها.
فينشد العمل في الكشفية الدافع الموجود لدى الفتى والذي يدفعه بدوره للقيام بشيء ما. مثل الاجتماعات الكشفية أو المشي لمسافات طويلة أو المخيمات والتي تعتبر الأساس للأنشطة الكشفية.
حتى الطريقة الكشفية يتم تقديمها من خلال الجانب العملي في الوعد والقانون وتطبيق الشعارات مثل: “كن مستعدًا”، و”اصنع معروفا كل يوم”، و”التعلم بالممارسة”، حيث لا يوجد شيء سلبي في ذلك التطبيق، ولا يوجد “اصعد من الأعلى وانظر ما يفعله فلان وأخبره أنه لا يجب عليه فعل ذلك!” ولا تقول للكشاف “لا تفعل”، ولا تقول للكشاف “لا تسرق أعشاش الطيور”، بل قل له: “تعرف على الطيور”، ولا تقول “لا تقطع الأشجار” ، ولكن بدلاً من ذلك قل له:”ساعد في إنقاذ الأشجار”، إن التحدث بلغة الفتى بأسلوب التحفيز لا المنع، هو الأسلوب الناجح لدى القائد الكشفي.
– المغامرة في الكشافة:
هناك مغامرة في التعامل مع المهمة بمفردك – سواء كان ذلك لوحدك أو على مستوى الطليعة – هناك مغامرة في العثور على المنعطفات الجيدة للقيام بها كل يوم، هناك مغامرة في الريادة والاستكشاف والعيش خارج المنزل، في الرفقة والصداقة مع الطليعة، في العيش في الطبيعية مع الكشافة، هناك دائما الرغبة في تحقيق المهام الصعبة والفوز بالتحدي، هناك تمييز يمكن اكتسابه.
– الكشافة بإيجاز:
فالكشافة باختصار: “لعبة للفتيان تحت قيادة الفتيان مع التوجيه الحكيم والمشورة من الراشدين الذين لا يزال لديهم حماس الشباب للعبة الهادفة، ولكنها بنفس الوقت هي لعبة تطور الشخصية عن طريق الممارسة، وتدرب على المواطنة من خلال الخبرة في الهواء الطلق”.
3. الطريقة الوحيدة:
اجمع ثلاثين فتى في مكان مثل حديقة مسوّرة أو ساحة للعب أو ملعب رياضي وأنت تعرف ما يحدث؟
سوف تجد ضجيجا وأصواتا صاخبة بين هذه المجموعة الكبيرة ثم سوف يتطور الوضع إلى عدد من المجموعات الأصغر، ويتشكلون على شكل عصابات جاهزة للعبة أو الأذى.
إن الدافع لتشكيل العصابات بين هؤلاء الفتيان أمر طبيعي بالنسبة لهم، وهو أقرب ما يكون للفطرة في هذا العمر.
– كيف تتشكل “العصابة”؟
إن العصابة هي مجرد مجموعة من الفتيان الذين يلعبون عادة معًا بعد المدرسة أو بعد العمل، تربط فيما بينهم عوامل مختلفة مثل العمر، الحي، الاهتمامات، حيث يتجمعون بشكل عشوائي، ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ثم يأتي واحد أو أكثر من أعمارهم في المقدمة ليقود، كل ذلك يحدث بشكل طبيعي دون تدخل بشري.
وتعمل عادة هذه العصابة على تنظيم نفسها حيث تجد لها مكانًا للاجتماع وتعتمده للقاء، وتبدأ في فعل الأشياء التي عادة ما يكون لها هدف معين واهتمامات معينة مثل لعب كرة القدم، والذهاب في رحلات، أو – في الحالات السيئة – التجمع من أجل السرقة والتسكع أوغير ذلك، ويتم تعزيز روح هذه العصابة من خلال هذا السعي المشترك، ويزدهر شرف العصابة والولاء لها، كما تطور العصابة الفكر الجمعي، وتنطلق كوحدة لتنفيذ المخططات والأنشطة التي لا تكاد تصل إلى رأس الفتى الواحد بمفرده.
باختصار إن العصابة هي كائن اجتماعي صغير، لها حياة خاصة بها، تتجاوز مجموع حياة أفرادها لتشكل وحدة متكاملة.
– العصابة تصبح طليعة:
هذه العصابة والوحدة الطبيعية لدى الفتيان، هي الوحدة الأساسية في الكشافة، إلا أنه يتغير اسمها من عصابة إلى طليعة، لكنها أي العصابة هي نفسها مجموعة صغيرة ودائمة من الفتيان المتحالفين الذين تجمعهم مصالح مماثلة، ويعملون معًا تحت القيادة المسؤولة من أحد أفرادها وهو العريف.
– ومع ذلك فإن للطليعة في الكشافة شأن أكبر بكثير من مجرد عصابة غير رسمية في زاوية الشارع، فالطليعة هي من تجهز المخيم لتبيت فيه بالليل ، والطليعة هي من تتحد لإنجاز مهام المسير الكشفي بالنهار، ويتم تفعيلها دوما من خلال توجيهات شخص راشد متفهم، ويتم وضع أنشطتها وفقًا لخطة مليئة بالتنوع والاهتمام بالفتيان، ويتم تعزيزها من خلال الالتزام بقواعد شرف مناسبة لسن الفتى، ويتم تحفيزها من خلال الارتباط بمجموعات أخرى مماثلة، وهي في الأساس عصابة الفتيان.
ويمكن أن تتشكل الفرقة من طليعة واحدة أو اثنتان أو ثلاث أو أربع أو حتى خمس طلائع، وكل منها تحت قيادة فتى منهم هو العريف، حيث تجتمع هذه الطلائع لتشكل الفرق التي تعتبر هي الوحدات العاملة في الكشافة، بينما توفر الجمعيات التي تتبع لها هذه الفرق الإشراف والتنسيق، وتبني الولاء وتؤمن فرص الخدمة.
بمعنى آخر لا يتم تقسيم الفرقة إلى طلائع إنما الطلائع هي من تشكل فرقها.
وتكمن قوة البرنامج الكشفي في قدرته على تلبية حاجات الفتى، وفي نفس الوقت توجيه تلك الحاجات إلى القنوات الاجتماعية الصحيحة، كما تكمن قوة تنظيمها في اعتمادها على طريقة تنظيم الفتى الخاصة، لكن سبب استخدامنا لأسلوب الطلائع في الكشافة ليس لأنه يتناسب مع طبيعة الفتي وميوله فقط، إنما الشيء اللافت للنظر أيضا هو أنه يتناسب بشكل جيد مع أهداف وأغراض القائد الراشد.
– تطوير القيادة
في هدف حركتنا المتمثل في تدريب الشخصية من أجل المواطنة الصالحة، نؤكد ليس فقط على تنمية الرجال ذوي الخلق الجيد، ولكن بناء قادة الرجال. وذلك اعتمادا على طريقة الطلائع التي يمكننا أن ننجح بها.
فالطريقة الوحيدة لتطوير القيادة عند الفتى هي إعطائه فرصة لممارستها، حيث توفر طريقة الطلائع هذه الممارسة من خلال تحميل المسؤولية للفتيان أنفسهم في إدارة طلائعهم، أو تكوينها أو تغييرها، إن ذلك يعطي الفتيان الفرصة للقيادة. ويفرز الفتيان ذوي القدرات القيادية المحددة إلى الأمام ويوقظ في الآخرين قوتهم الكامنة، إنه يعطي الجميع الفرصة لإثبات قدراتهم.
اجمع ثلاثين فتى في مكان مثل حديقة مسوّرة أو ساحة للعب أو ملعب رياضي وأنت تعرف ما يحدث؟
سوف تجد ضجيجا وأصواتا صاخبة بين هذه المجموعة الكبيرة ثم سوف يتطور الوضع إلى عدد من المجموعات الأصغر، ويتشكلون على شكل عصابات جاهزة للعبة أو الأذى.
إن الدافع لتشكيل العصابات بين هؤلاء الفتيان أمر طبيعي بالنسبة لهم، وهو أقرب ما يكون للفطرة في هذا العمر.
– كيف تتشكل “العصابة”؟
إن العصابة هي مجرد مجموعة من الفتيان الذين يلعبون عادة معًا بعد المدرسة أو بعد العمل، تربط فيما بينهم عوامل مختلفة مثل العمر، الحي، الاهتمامات، حيث يتجمعون بشكل عشوائي، ويتفاعلون مع بعضهم البعض، ثم يأتي واحد أو أكثر من أعمارهم في المقدمة ليقود، كل ذلك يحدث بشكل طبيعي دون تدخل بشري.
وتعمل عادة هذه العصابة على تنظيم نفسها حيث تجد لها مكانًا للاجتماع وتعتمده للقاء، وتبدأ في فعل الأشياء التي عادة ما يكون لها هدف معين واهتمامات معينة مثل لعب كرة القدم، والذهاب في رحلات، أو – في الحالات السيئة – التجمع من أجل السرقة والتسكع أوغير ذلك، ويتم تعزيز روح هذه العصابة من خلال هذا السعي المشترك، ويزدهر شرف العصابة والولاء لها، كما تطور العصابة الفكر الجمعي، وتنطلق كوحدة لتنفيذ المخططات والأنشطة التي لا تكاد تصل إلى رأس الفتى الواحد بمفرده.
باختصار إن العصابة هي كائن اجتماعي صغير، لها حياة خاصة بها، تتجاوز مجموع حياة أفرادها لتشكل وحدة متكاملة.
– العصابة تصبح طليعة:
هذه العصابة والوحدة الطبيعية لدى الفتيان، هي الوحدة الأساسية في الكشافة، إلا أنه يتغير اسمها من عصابة إلى طليعة، لكنها أي العصابة هي نفسها مجموعة صغيرة ودائمة من الفتيان المتحالفين الذين تجمعهم مصالح مماثلة، ويعملون معًا تحت القيادة المسؤولة من أحد أفرادها وهو العريف.
– ومع ذلك فإن للطليعة في الكشافة شأن أكبر بكثير من مجرد عصابة غير رسمية في زاوية الشارع، فالطليعة هي من تجهز المخيم لتبيت فيه بالليل ، والطليعة هي من تتحد لإنجاز مهام المسير الكشفي بالنهار، ويتم تفعيلها دوما من خلال توجيهات شخص راشد متفهم، ويتم وضع أنشطتها وفقًا لخطة مليئة بالتنوع والاهتمام بالفتيان، ويتم تعزيزها من خلال الالتزام بقواعد شرف مناسبة لسن الفتى، ويتم تحفيزها من خلال الارتباط بمجموعات أخرى مماثلة، وهي في الأساس عصابة الفتيان.
ويمكن أن تتشكل الفرقة من طليعة واحدة أو اثنتان أو ثلاث أو أربع أو حتى خمس طلائع، وكل منها تحت قيادة فتى منهم هو العريف، حيث تجتمع هذه الطلائع لتشكل الفرق التي تعتبر هي الوحدات العاملة في الكشافة، بينما توفر الجمعيات التي تتبع لها هذه الفرق الإشراف والتنسيق، وتبني الولاء وتؤمن فرص الخدمة.
بمعنى آخر لا يتم تقسيم الفرقة إلى طلائع إنما الطلائع هي من تشكل فرقها.
وتكمن قوة البرنامج الكشفي في قدرته على تلبية حاجات الفتى، وفي نفس الوقت توجيه تلك الحاجات إلى القنوات الاجتماعية الصحيحة، كما تكمن قوة تنظيمها في اعتمادها على طريقة تنظيم الفتى الخاصة، لكن سبب استخدامنا لأسلوب الطلائع في الكشافة ليس لأنه يتناسب مع طبيعة الفتي وميوله فقط، إنما الشيء اللافت للنظر أيضا هو أنه يتناسب بشكل جيد مع أهداف وأغراض القائد الراشد.
– تطوير القيادة
في هدف حركتنا المتمثل في تدريب الشخصية من أجل المواطنة الصالحة، نؤكد ليس فقط على تنمية الرجال ذوي الخلق الجيد، ولكن بناء قادة الرجال. وذلك اعتمادا على طريقة الطلائع التي يمكننا أن ننجح بها.
فالطريقة الوحيدة لتطوير القيادة عند الفتى هي إعطائه فرصة لممارستها، حيث توفر طريقة الطلائع هذه الممارسة من خلال تحميل المسؤولية للفتيان أنفسهم في إدارة طلائعهم، أو تكوينها أو تغييرها، إن ذلك يعطي الفتيان الفرصة للقيادة. ويفرز الفتيان ذوي القدرات القيادية المحددة إلى الأمام ويوقظ في الآخرين قوتهم الكامنة، إنه يعطي الجميع الفرصة لإثبات قدراتهم.
إعداد المدرب الكشفي/ عامر منير صافي
الشبكة الكشفية موقع كشفي يوافيك بجديد الاخبار والنشاطات
