الشبكة الكشفية موقع كشفي يوافيك بجديد الاخبار والنشاطات
ولد الشهيد محمد بوراس في 26/02/1908 بمليانة، بدأ دراسته هناك في الطور الابتدائي ثم عمل بمنجم زكار في سن مبكـرة انـتـقـل مع العـائـلة إلى العـاصـمـة أين استقر في أحد شوارع القصبة سنـة 1926، انخرط في مدرسـة الشبيبـة العربيـة وبذلك حصل على تعليم متين باللغتين العربية و الفرنسية، عمل بالطاحونة في الحراش كمحاسب وفي سنة 1930 شارك في مسابقة توظيف كاتب على الآلة الراقنة فنال المنصب بجدارة واستحقاق، تزوج سنة 1929 وأنجب 6 أطفال كان يحضر دروس شيوخ جمعية العلماء المسلمين في نادي الترقي ساهم في محاولة تأسيس أول فوج بمليانة رفقة صديقه الصادق الفول تحت اسم (فوج ابن خلدون) سنة 1930 وفي سنة 1935 أسس جمعية الفلاح بالعاصمة (وكان مشروعه هو ضم كل الجمعيات الناشئة في اتحادية)، كان كل حدث وطني يـثـيـر حماسـه الـديني والسياسي والرياضي.
فعلا وجد الشهيد في التكشيف موهبته وبعد الحصول على الاعتماد في 26/04/1936 بدأ يفكر في ضم الجمعيات الكشفية حديثة النشاة الموجودة عبر بعض المدن الجزائرية في اتحادية كشفية وطنية، وفي سنة 1937 بدأ يحضر لانعقاد مؤتمر وطني لتجسيد المشروع، وفي سنة 1939 تأسست الفدرالية الوطنية للكشافة الإسلامية الجزائرية بالعاصمة وانتخب رئيسا لها بالرغم من العراقيل التي اعترضتها، حظيت المنظمة بالموافقة من طرف السلطات الولائية للعاصمة وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وهزيمة الجيش الفرنسي أمام الجيش الألماني سنة 1940 وتأسيس حكومة فرنسية تحت مسمى حكومة فيشي استلمت الكشافة الإسلامية الجزائرية مراسلة من مقر الكشافة الفرنسية بفيشي تخبرها بإلغاء الاعتماد وتلزمها بالانضمام إلى فدرالية الكشافة الفرنسـية، ويجب أن تذوب في الجمعيات الفرنسية وتتخلى عن أصالتها، وأمام هذا الإقصاء الذي تعرضت له المنظمة اضطر الشهيـد محمـد بوراس للسفـر إلى مدينة فـيـشي والاتصال بالقائد الكشفي الفرنسي لمناقشة القضية فأجابه بأنه من المستحيل تأسيس كشافة إسلامية جزائرية في الجزائر خارج القيم الفرنسية المسيحية فرفض الشهيد هذا القرار الذي لا يعترف بأصالة الكشافة الإسلامية الجزائرية.
و للعلم فإن الشهيد كان يؤمن بالكفاح المسلح ضد الاستعمار وكان محل متابعة مصلحة لمكافحة الجوسسة الفرنسية (SDECE) وعند عودته إلى أرض الوطن طرد من منصب عمله بشبهة تعاونه مع الألمان فقدم استقالته لرفيقه القائد الصادق الفول من القيادة العامة لأنه شعر بخـطـر الاعـتقال ألـقي عـلـيـه الـقـبـض في 08/05/1941 وتعرض لاستنطاق رهيب ثم أحيل على المحكمة العسكرية بتهمة التخابر مع العدو و صدر في حقه قرار حكم بالإعدام مع رفيقه محمد بوشوير.
و في يوم 27/05/1941 نفذ فيهما حكم الإعدام بتهمة الخيانة العظمى و محاولة القيام بثورة.
هذا هو الشهيد محمد بوراس رمز الوفاء والفداء …
About Author
