يقول اللورد بادن باول: “على القائد الكشفي أن يدرب فتيانه كيف يلعبوا اللعبة بأن يفعلوا ذلك بأنفسهم”.
وحيث أن هناك أنواع مختلفة من الألعاب، فمنها ما يكون فردي ومنها ما يكون ثنائي وفي بعضها نلعب كأعضاء في فريق واحد، فإن الكشفية هي لعبة جماعية بشكل واضح، حيث تتطلب ألعاب الفريق صفات أخرى من لاعبيها.
فلا يعتمد النجاح في الألعاب الجماعي على المعرفة والكفاءة فحسب، والتي تمت الإشارة لهم في المقال السابق، بل يعتمد أيضًا على التعاون والانضباط والقيادة.
1. التعاون:
إن الفريق الذي يلعب أعضاؤه معًا، والمشبع بروح الفريق، ينجح في كثير من الأحيان ضد الفريق الذي يكون أعضاؤه لاعبين أفضل على المستوى الفردي، لكنهم لم يتعلموا فن اللعب معًا، فالكشافة حتى تنجح وطنيا أو إقليما أو دوليا، يجب على جميع القادة أن يتعلموا اللعب معًا، نعم هناك مجال للفردية في لعبنا، ولكن يجب أن تحكم هذه الفردية احتياجات اللاعبين أنفسهم، ففي الكشافة لا أحد يلعب وحيدا، ومحاولة القيام بذلك يخالف القانون الكشفي ولا يمكن تحقيق النجاح إلا من خلال التعاون.
ولا يمكن تحقيق التعاون والعمل الجماعي إلا إذا كان كل لاعب يمارس دوره الصحيح في الفريق، حيث تختلف القدرات من فرد لآخر في الفريق الواحد، فبعض القادة يمكنه التعامل بشكل أفضل مع الأشبال والبعض الآخر مع الكشافة، والبعض مع الجوالة وهكذا.
2. الانضباط:
بدون الانضباط لا يمكن الفوز بأي لعبة أو إنجاز أي عمل، وعلينا كقادة أن نتعلم الإيثار وكيف نعطي للآخرين على حساب أنفسنا، كذلك علينا أن نتدرب كيف نكون مثالاً لأولئك الذين نقودهم.
فالقائد العام للمجموعة أو قائد الفرقة يعتبر بمثابة الماسترو أو ضابط الإيقاع الذي يقود الفرقة حتى تعزف المقطوعة بشكل متناغم.
إن الانضباط في الحركة الكشفية أمر ضروري لنجاح أي العمل أو نشاط أو برنامج وبدونها تتحول الكشافة إلى فوضى، وقديما قالوا “الكشفية بقائدها”.
3. القيادة:
في أي لعبة يمكن أن يكون للقائد الدور المهم والملهم للفريق، فالقيادة الشخصية هي مفتاح النجاح في الكشافة، فقبل أن تتمكن من القيادة يجب أن نتعلم أولاً قيادة نفسك ثم خدمة الآخرين.
ومهما كان الدور الذي نلعبه في الكشافة، ومهما كانت الوحدة التي تشكل فريقنا، يجب علينا جميعا أن ندرك أن نجاح الكشافة يعتمد على العمل الجماعي.
4. روح الفريق في المراحل الكشفية:
– في مرحلة الأشبال يكون الفريق هو السداسي ككل (حيث يكون أعضاء الفريق مؤلف من ستة أشبال)، والسادس هو قائدها، ويكون أفرادها كأسرة واحدة.
– في مرحلة الكشافة تسمى الوحدة الصغرى في الفرقة طليعة (حيث تتألف الطليعة من 6 إلى 8 كشافة)، ويكون قائد الطليعة هو العريف، حيث ترتبط الطلائع معًا في الفرقة تحت قيادة الكشافة، ويكون قائد الكشافة هو القائد المسؤول، وتكون مهمة هذا القائد هي نقل روح القيادة إلى العرفاء، وبذل كل ما في وسعه لتعزيز روح الفريق في كل طليعة.
– في مرحلة الجوالة يشكل الرهط هو الوحدة الأصغر ( حيث يتألف الرهط من 6 إلى 8 جوالة) ويشكلون مع رائد الرهط الفريق، والذي يكون قائد للرهط، ويجب ألا تقل أهمية القيادة والانضباط والتعاون لمجرد أن الفريق يتكون من كبار السن. تكتسب هذه الصفات أهمية متزايدة مع تقدم المرء في العمر، ولا تزال ضرورية أكثر في تطبيق تدريب الكشافة على الحياة.
– في الفرقة أو المجموعة يجب على جميع الكشافة العمل معًا تحت قيادة قائد المجموعة إذا كان النجاح المستمر للمجموعة أن يتحقق والحفاظ على وحدة الكشافة واستمراريتها.
– في المفوضية أو الجمعية يشكل جميع المهتمين برعاية الكشافة الفريق الذي دخل الميدان للعب والفوز بلعبة الكشافة، وعادة ما يكون المفوض هو القائد، وبما أن الفريق كبير فإنه يساعد في قيادته العديد من القادة، وبالتالي يفرغ المفوض نفسه لمزيد من الوقت للتدريب الفعلي لفريقه وللقيادة في هذا المجال.
من خلال لعبة الكشافة يجب أن نتذكر نحن الكشافة أن الكشافة أنفسهم هم جميعًا مهمون، وإنه لا امتياز خاص لأحد على الآخر، فكل يشكل فريق واحد، والكل يجنون كل المتعة والمزايا التي يمكنهم الحصول عليها من اللعبة، إنه لشرف خاص لنا أن نساعدهم في هذه المتعة ونؤمن للكشافة هذه الميزات.
كتبه القائد / عامر منير صافي
الكويت في 18-07-2022
كشافة
كشافة_الكويت
الكشافة_لعبة
روح_الفريق
التعاون
الانضباط
القيادة

