الكشافة الاسلامية الجزائرية والحركة الاصلاحية

الكشافة في الجزائر قبل الثلاثينيات فرنسية خالصة وكانت تظم فرقا كشفية دينية وعلمانية مثل الكشافة الكاثوليكية والاسرائلية واللائكية ,ويبدو ان بعض الشبان الجزائرين الذين بهرهم الزي الخاص والنظام والانظباط فانخرطوا في صفوف الكشافة الفرنسية الى ان جاءت احتفالات الذكرى المئوية للاحتلال عام 1930 ومشاركة الكشافة الفرنسية في عرض التحدي والاستفزاز للشعور الوطني الجزائري

والتي كانت مدعمة بأكثر من 6000 كشاف جزائري وعند انتهاء الاحتفال قام أفراد الكشافة بمسيرة ضخمة تخللتها اناشيد وصيحات تكرس الاحتلال مما زاد غيظ الجزائرين بضرورة خلق جمعية كشفية تقوم بتوعية الشباب الجزائري

فأنسحب الجزائرون من صفوفها واخذوا يسعون الى تنظيم كشفي مستقل بهم يشجعهم ويشد ازرهم رجال الاصلاح الذين كانوا يطمحون الى تكوين منظمات وطنية لها مظهر عسكري يمكن نا يصبح أفرادها تحت الغطاء الكشفي جنود العروبة والاسلام

في هذا الجو المشحون شعر الشهيد محمد بوراس ورفاقه من بعض الشباب الملتفين حوله عندما منعت الادارة الاستعمارية التدريس في المساجد وقعت مظاهرات شارك فيها بوراس ورفاقه واصبح يتردد على نادي الترقي في مقر جمعية العلماء المسلمين لحضور دروس الشيخ الطيب العقبي الذي كان ممثل الجمعية في الجزائر واجتمع بالشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أشار عليه بتأسيس فوج كشفي وتنظيم نشاطات سلمية ومن الواضح ان بوراس كان يعرف فروع الكشافة الفرنسية

وبالفعل فقد انشأ رائد الحركة الكشفية محمد بوراس اول فوج للكشافة الجزائرية عام 1930 في مدينة مليانة وأخر في العاصمة بأسم فوج الفلاح , تأثر بوراس بعلماء الحركة الاصلاحية أمثال الطيب العقبي وعبد الحميد بن باديس والمدني , وسعي عام 1935 الى أنشاء جامعة للكشافة الاسلامية بقصد جمع الافواج الكشفية ولكن الادارة الفرنسية رفضت طلبه وكان عليه ان ينتظر حتى تتولى الجبهة الشعبية الحطم في فرنسا لكي يؤسس عام 1937 أول تنظيم كشفي باسم الكشافة الاسلامية الجزائرية وبعدها ينعقد أول مؤتمر كشفي في شهر جويلية عام 1939 في العاصمة برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس وكان شعاره الاسلام ديننا والعربية لغتنا  والجزائر وطننا وكان أقطاب الحركة الاصلاحية وأئمتها يشجعونها وكان اغلب فتيانها وقادتها ومسيريها من تلاميذ هذه المدرسة وأخذت الجزائر العضوية سنة 1962 والعضوية العالمية سنة 1963