الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 الحركة الكشفية 8 مقالات …. اللورد بادن باول زعيم الكشافة

مقالات …. اللورد بادن باول زعيم الكشافة

حياة كلها بطولة

تشبه حياة زعيم الكشافة اللورد بادن باول ما تقراه عن الأبطال في القصص الخيالية

فقد نشأ فقيرا وظل يعمل ويغامر حتى بلغ أرقى المناصب في جيش بلاده, ولم يقنع بذلك فابتدع حركة الكشافة التي لم تلبث حتى عمت العالم كله فإذا هو قائد لجيش مؤلف من ثلاثة ملايين من زهرة الشبيبة العالمية, وقد وضع لهم مثلا عليا يتبعونها بإخلاص وأمانة , فكان له بذلك اكبر الأثر في تربية الجيل الحديث

ولد ستيفنس بادن باول يوم 22 قبراير سنة 1857 في بلدة لا تدوجو بإقليم ألغال, وكان رابع طفل لأسرة ولد لها ستة أطفال ,منهم خمسة ذكور وأنثى واحدة, وكان أبوه قسيسا مدرسا, وقد مات مخلفا ولده ستيفنسن في الثالثة من عمره , ولم يترك له ولإخوته إلا قليلا من المال, فتولى إخوته الكبار تربيته

ولما بلغ ستفنسن السابعة من عمره عهدت أمه في أمره إلى ربان سفينة تدعى كومبنور وبدأ عمله في المطبخ واستطاع أن يصبح طاهي السفينة بعد بضع سنين

من الخمول إلى المجد:

وهنا نلمس جانبا من حياة الكشافة, فما أفيد دراسة حياة العظماء تفصيلا

لقد بدأ ستيفنسن يحس بنشوة العمل, وكانت سفينته تسير حول شواطئ انجلترا وتتوغل في نهر التيمس من منبعه إلى مصبه, وكان البحارة ينتهزون تلك الفرصة لمغادرة السفينة والسير على الإقدام حاملين معهم زادا يكفيهم في حلاتهم, فمرت هذه الفترات ولم تحدث أثرها في البحارة, ولكن ستيفنسن استخلص منها مبدأ ساميا في تربية النشء الحديث, وكان له من دراسته في المدرسة التحضيرية في ويلز عون على حياته الجديدة ,فقد كان لا يميل إلا إلى العلوم التجريبية والرسم والأشغال اليدوية

ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره جند في الفرقة الثالثة عشرة ,وكان مركزها الهند فأبدى هناك كفاءة وشجاعة, وبعد سنتين أرسل مع فرقته إلى قندهار في بلاد الأفغان لإخماد ثورتها فكان جنديا باسلا أعجب به رؤساؤه, ولم تفته الرياضة لاسيما صيد الوحوش الذي تفوق فيه واشتهر به بين أقرانه, وقد كسب (كأس قادر) التي كانت معدة لقنص السباع, وصاد عددا من الأسود والنمور وفرس البحر وغيرها من الحيوانات المفترسة

وكان في خلال ذلك قد رقي إلى رتبة ضابط, ثم التحق سنة 1883 بخدمة دوق أوف كونوت برتبة (أركان حرب)  وبعد حين حاز رتبة (كابتن) وأرسل إلى الناتال للاستكشاف سرا على طول الحدود التي تبلغ 900 كيلومتر, ثم قاد حملة عسكرية على زولولاند فانتصر انتصارا باهرا وعاد بغنيمة ثمينة وهي عقد فاخر من اللالئ السوداء والبيضاء, وقد جعلها فيما بعد رمز الكشافة, ومن تلك الحملة أيضا اقتبس أنشودة انجونياما التي ينشدها الكشافة الإنجليز الآن

وفي سنة 1890 عين بادن باول سكرتيرا عسكريا لحاكم مالطة, وفي السنة التالية ضابط مخابرات بالدول الواقعة على البحر الأبيض المتوسط , وقد زار بهذه الصفة بلاد ايطاليا والبانيا واليونان وتركيا وتونس والجزائر, وقد برع في التجسس حتى تحكى عنه قصص عجيبة أشبه بالروايات البوليسية, وكان يتنكر بأشكال شتى فانا هو فنان, وأنا أخر صياد سمك, وحينا بناء, وهكذا وقد أمد حكومته بمعلومات قيمة عن البلاد التي تجسس عليها

وفي سنة 1892 زار البوسنة والهرسك, ثم شهد المناورات الحربية في ايطاليا, ثم في .. وزار الجبل الأسود, وفي السنة التالية سافر إلى تونس والجزائر

وفي سنة 1894عين رئيسا لأركان حرب الجنرال فرنش

وبعد أربع سنين من ذلك عهدت إليه قيادة الحملة الحربية على قبائل المانيبلي في أفريقيا فانتصر عليها , ولمن تثنه أعماله الحربية عن الثقافة والأدب, فقد ألف كتابه (سقوط برمبه)

ثم عاد إلى الهند على راس فرقته, وبعد حين أرسل إلى حرب البوير, وقد اشتهر في تلك الحرب بدفاعه عن حصن (مانكنج) حتى قال عنه الجنرال كرونجه وعن رجاله: “ليس هؤلاء جنودا ولكنهم شياطين …”

وفي سنة 1900 أنعمت عليه الملكة فكتوريا برتبة (جنرال) ,ثم عهدت إليه في تنظيم قوة البوليس الراكب في جنوب أفريقيا وكان عددها 11000 رجل فنظمها على أحدث الأساليب, ثم عينه الملك ادوارد السابع مفتشا عاما للفرسان, وظل في منصبه هذا يطوف أنحاء أوربا ويفتش على فرق الفرسان في مختلف الدول ويشهد المناورات العسكرية في كل مكان

وفي سنة 1907 عرض عدة لوحات من رسمه وعددا من التماثيل التي صنعها بيده

نظام الكشافة

إلى هنا كان الرجل العظيم يبني مجده, وبقي عليه أن يؤلف نظام الكشافة وان يضم زهرة الشباب تحت لوائه, وحدث ذلك في نفس السنة التي عرض فيها لوحاته وتماثيله فقد أقام أول معسكر للكشافة في براونزي بعد أن ظل يفكر في هذا النظام عدة سنين ويختار لباسه وشاراته ورموزه ونظمه وسرعان ما لبى الألوف نداءه, وانتشرت الحركة انتشار النار في الهشيم, ولا عجب فقد دعا الشباب, وما أسرع ما يلبى الشباب دعوة الكشافة , دعوة الحياة الكاملة

وقد ألف ستيفنسن كتاب الكشافة وانشأ جريدة الكشاف وصدرها بقوانين هذا النظام ومبادئه وتقاليده

ثم صار ينتقل من بلد إلى أخر داعيا إلى فكرته ومنظما للفرق الجديدة حتى بلغ عدد(جنوده) في نواحي العالم ثلاثة ملايين من زهرة الشباب, وقد بث فيهم تعاليم الكشافة كالاعتماد على النفس وخدمة الغير والنجدة والشجاعة

وقد تزوج في سنة 1912 من الآنسة سانت كلير سوسمر وله منها ابن وابنتان , ولكن الكشافة في أرجاء المعمورة يعدون أنفسهم أبناءه

فما اسعد هذا الأب

مقالة من مجلة ؟

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*