لقد كان الاستقلال في 5 جويلية 1962 بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الكشافة الاسلامية الجزائرية مرحلة بعث الحركة الكشفية وتوحيد تنظيمها واعادة بناء هياكلها وتجميع اطاراتها حيث تم انعقاد مؤتمر كشفي عشية الاستقلال 1962 سمي بمؤتمر الوحدة توحيد التنظيمين الكشفيين السابقيين تم في هذا المؤتمر اعادة بناء الهياكل التنظيمية الكشافة الاسلامية الجزائرية وتوحيد كل الافواج الكشفية عبلا التراب الوطني ثم كذلك تحديد أهدافها واستراتيجيتها للمرحلة الجديدة .
وانطلاقا من حالة المجتمع الجزائري في تلك الفترة ومحاولة منا لسد الفراغات التى كانت تعاني منها الدولة الجزائر الفتية من خلال اطاراتها في أنعاش وضمان تسيير مؤسسات الدولة كالاذاعة والتلفزة وغيرها وكذلك مشاركتها في الحملات التشجير عبر التراب الوطني , وكذلك احياء الاحتفالات الوطنية والدينية كتنظيم المراسيم والاستعراضات
أهم ماميز مرحلة الستينات اعادة الاعتبار الى الكشافة الاسلامية الجزائرية على المستوى الخاريجي حيث تم الاعتراف الرسمي بها في المؤتمر الكشفي العالمي الثاني الذي أنعقد في أوت 1963 في رودي باليونان وبها أصبحت عضوا في المنظمة الكشفية العالمية والعربية ونتيجة اشتهار الكشافة الاسلامية الجزائرية أثناء حرب التحرير وتكاثر عدد المنخرطين وعدد الافواج الكشفية وتم تعميم وانتشار قاعدة الكشافة الاسلامية الجزائرية عبر التراب الوطني تزامنا مع الانتعاش على مستوى البرامج والأنشطة , وكذلك أهم ماميز هذه الفترة احتضان الجزائر للمخيم الكشفي العربي الثامن بسيدي فرج 1968 واستمر الحال الى غاية انعقاد المؤتمر الثاني الكشافة الاسلامية الجزائرية في سيدي فرج سنة 1970 في اطار الاحتفال بالذكرى الثامنة لاسترجاع السيادة الوطنية
في خلال هذه المؤتمر تم تقييم مسيرتها وتم تحيديد الأسس التنظيمية للكشافة ومتطلباتها في المرحلى القادمة وجاء من بين نصوصه أن على الكشافة أن تراعي التحولات والتغيرات المختلفة التى تتولد عن كل ثورة وكذا التقلبات الاجتماعية والاقتصادية وتطور العائلة وكذا مشاكل التزايد السكاني وتطلعات الشباب الجديدة وكان من نتائج هذا المؤتمر أن اصبحت الكشافة الاسلامية الجزائرية منظمة جماهيرية تعمل تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني
كان لهذا الانخراط أثركبير في تغيير الكشافة الاسلامية الجزائرية في نوعية اطاراتها وبنيتها التنظيمية وحتى برامجها وأنشطتها ونتج عن هذه الندوة الوطنية انيثتاق هياكل انتقالية جديدة وبرامج عمل جديدة حيث تم حذف كلمة اسلامية من اسم الحركة وأصبحت تسمى بفرع الكشاف وكذلك تم تهميش الاطارات الكشفية ذات الكفاءات التربوية والأخلاقية الذين تجاوز سنهم الثلاثين حيث لايسمح لكل من تجاوز هذا السن بالدخول في هذه المنظمة الشبانية الجديدة ولايسمح لهم بالاشراف على الانشطة الكشفية داخل فرع الكشاف نتج عنه ابعاد واقصاء اغلب الاطارات الكشفية وبهذا اصبحت الكشافة الاسلامية الجزائرية تعمل تحت لواء الاتحاد الوطني للشبيبة 1979 تم خلاله اعادة تغيير اسم الحركة لتسمى بفرع أشبال هواري بومدين بدل من فرع الكشاف حرصا على تخليد ذكرى وفاة الرئيس هواري بومدين وتم خلال هذا المؤتمر وضع الأسس التنظيمية لهذا الفرع ومتطلباته للمرحلة الجديدة انتقد هذا الفرع نتج عنه نوع من الصراع وطالبوا لاعادة الاعتبار لتغيير الاسم الى فرع الكشاف واصبحت له هيكلة داخل اطار الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية له مكاتب ولائية وبلدية .
اهم ماميز هذه الفترة احتضان الجزائر المخيم الكشفي العربي السادس عشر والاسلامي الثالث بسيدي فرج في سبتمبر 1984 وفي هذا المخيم أعيد الاعتبار للحركة على المستوى العربي والدولي, شاركت الكشافة في المؤتمر الثاني 1986 للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية وماميز هذه المرحلة 1975 . 1989 الانسحاب من المنظمات الكشفية افلعالمية خاصة في سنوات 1975 . 1986 الذي يفرض على الاعضاء الالتزام بقانونها ةالأساسي الذي يطلب أن تكون تنظيم تربوي وليست تنظيم سياسي وكون الكشافة الجزائرية جزء من تنظيم سياسي جعلها تخرج من جميع التنظيمات الكشفية العالمية ,كما ميز كثافة المنخرطيين الكمية على حسب النوعية بتزامن مع كثرة القيادات بدون تأهيل كشفي ( عدم توفر شروط القيادة من حيث السن والمستوى الثقافي والكشفي ) هذا الاخير أثر على مردود التربية الكشفية كماميز طغيان الجانب الترفيهي أكثر من الجانب التربوي وتوفر الموارد المالية والامكانات .
لقد كانت أحداث أكتوبر 1988 نقطة هامة في التحولات التى شهدتها مختلف الميادين وميزتها الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال الدستور الجديد الذي سمح بانشاء جمعيات سياسية وثقافية ظهرت نوايا الاحزاب في تشتيت الحركة الكشافة فعقدت ندوات جهوية ووطنية وتجمعات كشفية للاطارات الكشفية من أجل الخروج بتصور واحد حول مستقبل الحركة الكشفية وفي هذه الفترة برزت حركة تنادي ببعث الحركة الكشفية الاصيلة الكشافة الاسلامية الجزائرية من جديد تزعمها القادة الكشفيون القدماء حيث استطاعوا أن يهيأوا لمؤتمر في جويلية 1989 الذي سمي بمؤتمر الانبعاث .
وبوجود تنظيم فرع الكشافة التابع للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية اصبح نوع من الصراع نتيجة هذا التغيير الجذري في الهياكل التنظيمية بين القادة المهيكلين تنظيميا تحت حركة الانبعاث والقادة العاملين في الاتحاد الشبيبة واستجابة لتطلعات القاعدة الكشفية نحو تخفيف هدف الوحدة الكشفية من خلال توحيد التنظيم الكشفي تحت اسم الكشافة الاسلامية الجزائرية تم ذلك في ندوة العاشور وتم فعلا استقلال فرع الكشافة من منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائريبة في المؤتمر الوطني للكشافة فيفري 1990 محاولة لارجاعها لأصالتها ومبادئها بما في ذلك اسمها القديم ك ا ج وتم الخروج بقيادة وطنية موحدة لقيادة الكشافة الاسلامية الجزائرية في هذه المرحلة في ندوة التوحيدية الوطنية فارس باشا أكتوبر 1990
محطات تاريخية من مسيرة الحركة الكشفية في الجزائر |