الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 التربية الكشفية 8 الكشفية تساعد في بناء الشخصية

الكشفية تساعد في بناء الشخصية

من القصص التي تنمي المعرفة بالحياة، والتي يسمعها الكشاف، إلى شهادات الكشافة المباشرة التي يشاركها الآباء عن أبنائهم، فإن الكشافة تبني القادة وتشكل الشخصية في أعضائها.
لا يمكننا بناء شخصية الفتى بين عشية وضحاها، وصولا إلى الهدف والأغراض الكشفية، بل يجب علينا جذب الفتى ومواصلة الاهتمام به لفترة طويلة بما يكفي لتنمية الصفات والعادات السلوكية التي تؤدي إلى تنمية الشخصية وبالتالي إيجاد المواطنة الصالحة في المجتمع.
في اليوم الذي ينضم فيه الفتى إلى الكشافة فإنه يضع نفسه بين أيدي قادة فرقته التي انضم لها، وبالتالي يجب علينا أن نعلم عظم الأمانة التي بين أيدينا، والوسيلة الوحيدة للحفاظ على بقاء الفتى في الكشافة هي الاهتمام بمصلحته.
فالفتى عندما ينضم للكشافة فإنه ينضم لها لأنه يجد فيها شيئا يجذبه، شيئا يكمل شخصيته، لذلك طالما كنا مهتمين كقادة في مصلحة الفتى، فإن ذلك هو مفتاح بقاءه.
– مصلحة الفتى في ماذا؟
بالتأكيد ليست في الهدف الكشفي أو الأغراض الكشفية، وبالتالي ليست في بناء الشخصية والتدريب على المواطنة الفاعلة، فالفكرة الأولى من التحاق الفتى بالكشافة هي المتعة التي سيحصل عليها، لذلك فإن مصلحته في الأنشطة والبرامج الكشفية في أن تلبي تطلعاته، حيث يأتي الفتى إلى الفرقة مع توقعات وآمال كبيرة، لذلك من الضروري أن يكون طبيعة النشاط يعتمد على التواصل المباشر بين القائد والكشاف، حيث أن معاينة الشخصية أمر هام في تحقيق الآمال وبالتالي نسبة الاحتفاظ بالكشاف ستكون أكبر.
– يجب إرضاء توقعات الفتى:
إن الفتى حين يحضر إلى الكشافة يتوقع قدرا عاليا من مغامرة، وهذا ما يدفعه للمجيء وفي ذلك يجد مصلحته، وهو ما يجب أن نقدمه له كقادة.
إن حضور الفتى للأنشطة الكشفية يفتح له بابا على عالم مجهول له حتى الآن، من الغابات والصحاري، والأنهار والبحيرات، والجبال والوديان، وهو عالم كبير بحاجة لاستكشافه بحسب طبيعة البرنامج الكشفي.
وذلك ينعكس على مسؤوليتنا كقادة في الحفاظ على هذا الحماس وجعله دوما وقادا في حدود قدرتنا، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الاحتفاظ بالكشاف.
– القانون الكشفي خارطة الطريق:
يعتبر القانون الكشفي في الأساس خارطة طريق لتنمية الشخصية:
فعندما يكون الكشاف صادق، مخلص، نافع، ودود، مؤدب، رفيق، مطيع، باش، مقتصد، نظيف فإن ذلك ينعكس على شخصيته، وهو استثمار طويل الأجل في المستقبل على الصعيد الشخصي والاجتماعي، لكنه هو الاستثمار الرابح.
ما هو دور الكشافة في تعزيز التنمية الشخصية الإيجابية لدى الشباب؟
في مؤتمر الأيادي العليا (Top Hands) عام 2015 لقادة الكشافة في أمريكا قدم الدكتور ريتشارد ليرنر لمحة عن ذلك.
حيث عمل الدكتور ليرنر وفريقه في جامعة تافتس الأمريكية، للإجابة على هذا السؤال من خلال البحث الذي قاس فيه السمات الشخصية لعدد من الأشخاص بعضهم ينتمي للكشافة وبعضهم لا ينتمي، وكان الهدف من الدراسة هو فهم تطور شخصية الأشبال والفتيان بعد التحاقهم بالكشافة.
حيث قام المشروع بمسح ما يقرب من 1800 شبل وفتى من الكشافة وما يقرب من 400 منهم من خارج الكشافة تحت سن 12 كجزء من دراسة “الأساليب المختلطة”، والتي تضمنت المقابلات وبيانات المسح.
كما تم جمع البيانات بتقسيمها إلى خمس نقاط تقييم على مدار عامين ونصف، وتمكن الباحثون من رؤية ومتابعة التغيير الفردي في مئات الكشافة وتقييم متى وإلى أي مدى كان يتم تطوير الشخصية لديهم.
مع مراعاة عوامل مثل العمر والعرق والحالة الاجتماعية والاقتصادية والخصائص الديموغرافية الأخرى عند إجراء البحث، لأننا نريد التعرف على التغييرات المرتبطة بالشخصية والتي سببها الكشافة بشكل مباشر.
حيث أظهر بحث الدكتور ليرنر أنه في المرحلة الأولى، لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية كبيرة بين الكشافة وغير الكشافة، وكان ذلك مؤشر أن الكشافة تجذب الفتيان الجيدين وغير الجيدين، ثم تعمل على صنع الشخصية الجيدة.
– ماذا كانت النتائج بحلول عامين ونصف من الدراسة؟
لقد أبلغ الكشافة عن زيادات كبيرة في البهجة، والمساعدة، والرفق، والطاعة، والثقة، والتوقعات المستقبلية المفعمة بالأمل، بينما لم يتم الإبلاغ عن زيادات كبيرة بين الشرائح الأخرى من غير الكشافة.
وتم قياس هذه السمات على مقياس من خمس نقاط تقييم (من “لست مع على الإطلاق” = 1 إلى “مع ذلك تمامًا” = 5) باستخدام عبارات مثل:
1. عبارات البهجة: مثل “أنا سعيد” و “أبتسم كثيرًا”.
2. عبارات الرفق: مثل “أنا لطيف مع الآخرين” و “عندما ينزعج أصدقائي، أحاول أن أجعلهم يشعرون بتحسن”.
3. عبارات ذات توقعات مستقبلية مفعمة بالأمل: مثل “سأحظى بعائلة سعيدة” و “سيعتقد الناس أنني شخص جيد”.
4. عبارات الجدارة والثقة: مثل “يمكن الاعتماد علي لقول الحقيقة” و “أتحمل المسؤولية عندما أرتكب خطأ”.
5. عبارات المساعدة: مثل “أساعد عائلتي” و “أساعد أصدقائي”.
6. عبارات الطاعة: مثل “أنا أتصرف بالطريقة التي يفترض بي أن أفعل” و “أفعل ما يقوله والداي”.
بالإضافة لذلك عندما سئلوا عن الأهم بالنسبة لهم، كان الكشافة أكثر ميلًا من غير الكشافة لاختيار مساعدة الآخرين أو القيام بالشيء الصحيح، أو أن تكون الأفضل، أو تمارس الرياضة، وهذا يدل على أن الأولاد في الكشافة هم أكثر عرضة لتبني القيم الاجتماعية الإيجابية من غيرهم، حيث كان الشباب الذين مارسوا كل من الرياضة والكشافة معا أكثر ميلًا لاختيار نفس القيم الاجتماعية الإيجابية من أولئك الذين مارسوا الرياضة فقط.
ثالثا- وقت أكثر في الكشفية تنمية أفضل للشخصية:
تم الطرح في المقال السابق دراسة خاصة بمرحلة الأشبال، وفي هذا المقال أقدم دراسة بحثية مستقلة أجرتها جامعة بايلور الأمريكية عام 2012 عن مرحلة الفتيان، حيث رجحت الدراسة أن التطوع في الكشافة وتتبرع بالمال للأعمال الخيرية والعمل مع الآخرين لتحسين حياتهم، ينمي شخصياتهم مقارنة بالذين لم يسبق لهم المشاركة في الكشافة، كما تبين أنهم أكثر توجهاً نحو الهدف، ولديهم مستويات أعلى من مهارات التخطيط والإعداد، ومن المرجح أن يتقلدوا مناصب قيادية في العمل أو في مجتمعاتهم المحلية في المستقبل.
كما أظهر البحث أن المزيد من الوقت الذي يقضيه الفتى في الكشافة يؤدي إلى تنمية شخصية أفضل. وجاءت النتائج كالتالي:
1. أفادت النتائج أن الكشافة الذين يحضرون الاجتماعات بانتظام ينعكس ذلك على حياتهم بالثقة تجاههم من قبل الناس، ومساعدتهم، والرفق بالعالم حولهم، والادخار، ومستويات أعلى من التوقعات المستقبلية المأمولة وقدرة على تحديد الأهداف، ودرجات أفضل، وارتباط أكبر بالطبيعة مقارنة بالكشافة الذين يحضرون أحيانًا أو نادرًا.
2. مع زيادة فترة عمل الكشافة في البرنامج، فإنهم يتقدمون في مستويات أعلى من الثقة، والتنظيم الذاتي المتعمد، والتوقعات المستقبلية الواعدة، والدرجات الأفضل.
3. الكشافة الذين يشاركون في برامج الكشافة يستمتعون بالتخييم، ويستمتعون بالاجتماعات، ويرتدون الزي الرسمي، ولديهم أصدقاء في الكشافة، ولديهم أهداف متقدمة ولديهم أفراد من العائلة يشاركونهم ويكونون أكثر مرحًا معهم، ومساعدة، ولطفًا، وتفاؤلًا بالمستقبل ولديهم أعلى مستوى للتنظيم الذاتي المتعمد.
– الكشافة للجميع
بالإضافة لذلك فإن الدراسة السابقة التي أشرت إليها في المقال السابق، والتي أجرتها جامعة تافتس، حيث جاءت النتائج بعد عامين ونصف لتظهر زيادات في ستة من كل عشرة سمات شخصية مُقاسة مقارنة بأقرانهم من غير الكشافة.
والخلاصة أن استمرارية والإقبال على حضور الاجتماعات الكشفية يؤدي إلى الاهتمام بالمهارات الحياتية والمشاركة في البرامج الكشفية مما يعزز تنمية الشخصية بين الكشافة.
رابعا- بناء الشخصية في الزي الرسمي الكشفي:
إن المتعة والمغامرة هي من تدفع الفتى للانتساب للكشافة، وحتى يقبل في الكشافة يجب عليه أن يرتدي زيًا موحدًا عليه جميع أنواع الشارات التي يتم إنجازها، فللزي دور كبير في إعلامنا بالكثير من الأمور العملية المنجزة كشفيا.
كما له دور في تنمية الشخصية وله فوائد تعود بالنفع على حياة الفتى على الصعيد الفردي، وفيما يلي أهم الفوائد في بناء الشخصية:
1. التوحيد والتميز:
يتذكر الكشاف فينا كم كان متحمسا عندما اشترى الزي الكشفي لأول مرة، ثم بعد ذلك عندما يتدرج في الكشافة يكتشف كم للمناديل الكشفية والشارات من أثر يشده إلى عالم الزي الكشفي.
والحركة الكشفية مبنية على القيم الإيجابية فكلما ارتدينا الزي الكشفي كلما ربطنا أنفسنا بتلك القيم، وهذا ما يميزنا عن أي شخص آخر.
إننا نقف سويا متحدين وليس مفترقين، ونستمر في تشجيع الآخرين للالتزام بتلك المبادئ، لذلك يجب علينا أن نفخر بالانتماء لهذه الحركة ونعبر عن هذا الانتماء من خلال ارتداء اللباس الكشفي الموحد.
2. التزام بالوعد
كما للزي الكشفي دور في تعزيز الإيجابية من خلال الوعد، وذلك يعكس بلا شك الولاء والطاعة، ويبني العقلية الأخلاقية الصحيحة، ونتيجة لذلك يكون لدينا كشاف نشيط قوي مما يؤدي إلى تنمية الشخصية.
فالوعد هو ميثاق يذكر بالالتزام بواجباته التي عاهد عليها عندما انتمى للحركة الكشفية.
كذلك نطق الوعد في حفل القبول والذي يتم فيه تقليد الكشاف الجديد للمنديل الكشفي لأول مرة هو التزام منه بالاستمرار على الوعد والمبادئ الكشفية.
3. الالتزام بالشعار الكشفي
لكل مرحلة كشفية شعارها الخاص بها لكن يظل شعار “كن مستعدا” الذي نشأ مع نشوء الكشافة هو الشعار الطاغي على جميع المراحل، هذا الاستعداد الذي يكون بالزي الكشفي وأدواته التي تؤمن كل احتياجاته، حيث يعتبر الزي جزء من الدوافع التي تشعر الفتى بأنه جاهز لكل نشاط، فعندما يرتديه الفتى يشعر بأنه مستعد للمشاركة في أي رحلة أو مخيم أو نشاط كشفي، كما أن الهدف من ارتداء الملابس ليس إثبات أن من يرتديها هو كشاف فقط، وإنما أن يعيش الكشاف الشعار الكشفي في حياته اليومية متمثلاُ للقيم والمثل والسلوكيات الحميدة التي تريى عليها في الكشفية، وذلك يساعد الزي الفتى لأن يكون كشافا أفضل.
4. المظهر الأنيق:
يشجع المظهر الأنيق على السلوك السليم، وعلى الكشاف أن يحافظ على لباسه ومظهره الكشفي من حيث أناقته ونظافة ملابسه وتناسقها ومناسبتها لمقاسه، والحرص على كيها ورونقها فالكشاف نظيف وزيه هو عنوان يجذب الآخرين للحركة الكشفية.
5. عرض الإنجازات:
يمكن الزي الكشفي من عرض الإنجازات الكشفية، والتقدم الشخصي لشارات الهواية والكفاية وغيرها من المهارات والأحداث الكشفية التي يصنع لها شارات لتخليدها، حيث يكتسب الكشاف العديد من المهارات التي تطور من شخصيته أثناء وجوده في الحركة الكشفية كما تعلمه الكثير من المعارف والخبرات والسلوك التي تبقى معه مدى الحياة.
6 . الانتماء للحركة الكشفية:
يعزز الزي الانتماء لفرقته ومنظمته وبلده، ويشجعه على الاستمرار في الحركة الكشفية، إن لارتداء الزي الكشفي تأثير كبير على شعور من يلبسه، فهو يشعر الكشاف والقائد بمزيد من الثقة، ورغبة أكبر في العمل كمجموعة، وإحساس أكبر بالهوية.
يعتبر ارتداء الزي في الحركة الكشفية وسيلة للتعرف على أنفسنا بشكل واضح مع المبادئ التي تميز تطور شخصيتنا والتدريب على المواطنة واللياقة البدنية والعقلية، كما يعد اللباس الكشفي وسيلة يمكننا من خلاله أن ندعم بعضنا البعض رغم اختلافاتنا، وهو طريقة نعبر من خلالها عن التزامنا بالإيمان بالله، والولاء للوطن، ومساعدة الآخرين.

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*