الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 الحركة الكشفية 8 دور الكشفية في تعزيز التواصل الاجتماعي:

دور الكشفية في تعزيز التواصل الاجتماعي:

الجزء الأول:
– مقدمة:
مع العودة للحياة الطبيعية والتخفيف من القيود في معظم الدول العربية، وعودة البرامج الكشفية إلى سابق عهدها، صار لزاما على القائد أن يضاعف من مجهوده التربوي والكشفي في هذه الأيام نظرا لأن معظم الفتية والشباب أصبحوا يعتمدون على التقنيات التكنولوجيا الحديثة سواء في الألعاب أو التعليم أو التواصل الاجتماعي مع الأقران، وهو الأمر الذي أصبح خطرا حقيقيا عليهم، حيث أصبحوا أقل نشاطا وأكثر عرضة للأمراض جراء عدم الحركة، كما أصبحوا عرضة لبعض الأمراض النفسية مما انعكس على أداءهم الاجتماعي في عمر مبكر، كما أن الكثير منهم يعانون من الوحدة والبعض يتعرضون للتنمر والاستغلال عبر الإنترنت.
– تعريف التواصل الاجتماعي:
هي قدرة الفرد على التواصل بصورة لفظية أو غير لفظية للتعبير عن مشاعره وأفكاره للآخر، أو السلوكيات التي تعلمها، وذلك لتحقيق العديد من الأهداف المتنوعة، والحصول على مصادر للتعزيز هذه القدرة أثناء موقف بين شخصين أو أكثر.
– النشاط الكشفي والتواصل الاجتماعي:
يعتبر النشاط الكشفي بمثابة العلاج شامل لحالات كثيرة من الاضطراب النفسي واجتماعية وغير ذلك، حيث يقدم لهم الكثير على صعيد الصحة النفسية والاجتماعية، وذلك بداية من النشاط البدني المكثف انتهاء إلى الاعتماد على الذات واكتشاف القدرات الكامنة لكل فرد وكما يمكن اعتباره بداية مبكرة للقيادة ومواجهة المشكلات المختلفة والتغلب عليها والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، فكأن الكشافة بمثابة وحدة حماية اجتماعية نظرا لأهميتها البالغة على الصعيد الاجتماعي، إذ إنها تتفوق على الأندية التي توفر النشاط البدني والحياة الاجتماعية لأنها تتطرق إلى مناطق صعبة في الشخصية الإنسانية، وتعتمد على التوظيف الأمثل للمهارات والاستفادة من الإمكانيات البسيطة في بناء الشخصية وتعزيز التواصل الاجتماعي من خلال ضرورة التعايش مع الآخر والتعاون معه.
– إطار عالم أفضل وتعزيز التواصل الاجتماعي:
تتمثل مهمة الكشافة في المساهمة في تدريب منتسبيها من خلال نظام قيم يعتمد على الوعد والقانون الكشفي، للمساعدة في بناء عالم أفضل يكون فيه الأفراد قادرين على تحقيق أنفسهم ولعب دور بناء في المجتمع، حيث تم اعتماد ذلك في المؤتمر الكشفي العالمي الخامس والثلاثون في ديربان بجنوب أفريقيا في عام 1999*.
وذلك لتوضيح تأثير الكشفية محليا وعالميا، وأصبح هدف الكشفية لعام 2023 هو أن تكون الحركة الكشفية حركة شبابية رائدة في العالم لتمكين 100 مليون شاب ليكونوا مواطنين فاعلين ويوجدوا تغييراً إيجابياً في مجتمعاتهم وفي العالم على أساس القيم المشتركة والمُثل في الحركة الكشفية.
*بحسب تقرير ملخص للمؤتمر 35 صادر عن المنظمة العالمية للحركة الكشفية 30 يوليو / تموز عام 1999.
كتبه القائد/ عامر منير صافي
الجزء الثاني:
شهد العالم في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في مجال الإنترنت والتّواصل الاجتماعي، الذي قرّب المسافات بين الشعوب، وألغى الحدود بين الثقافات، ومع بداية الجائحة زاد استخدام مواقع التواصل، حيث لاقت هذه الشبكات والمنصات استحسانا من قبل مستخدميها لسهولة التعامل معها ولجاذبيّتها، ولقدرتها على إيصال المعلومة ونقل الأخبار وإرسال الرسائل النصية، وعرض مقاطع الفيديو، والصور، والمقاطع الصوتية بشكل سريع، كما أتاحت لأفرادها فرصة للتعبير عن اهتماماتهم في مجتمع افتراضي يجمعهم حسب مجموعات خاصة بمواضيع معينة أو شبكات انتماء (بلد، جهة تعليمية، جهة كشفية، شركة… إلخ).
لذلك كان لهذه المواقع الاجتماعية والمنصات دور على صعيد المجموعات والجمعيات الكشفية في تأمين التواصل وتكوين الصداقات حول العالم، وعمل العديد من التوأمات الكشفية، وفي المقابل كان لها جوانب سلبية ومخاطر على تسرب الفتية والشباب من الحركة الكشفية.
– الطريقة الكشفية وأثرها في تعزيز التواصل الاجتماعي:
1. نظام الطلائع: يعتبر النواة الأولى في الكشفية لبناء التواصل الاجتماعي بين أفراد الطليعة.
2. حياة الخلاء: تعزز الروابط بين أفراد الكشافة فيما بينهم لاعتمادهم على بعضهم البعض في انجاز مهام التخييم والرحلة الخلوية، وكذلك بناء العلاقة الصحية بين الكشافة وقائدهم.
3. التقدم الشخصي: إن التنافس الذي يوجده نظام شارات الهواية والكفاية هو ضروري لبناء شخصية الكشاف وتعزيز وسائله في الجانب الاجتماعي.
4. حفلات السمر: تشبع الميل الى اللعب والصيحات الجماعية بطريقة مفيدة ومنظمة.
5. التعلم بالممارسة: إن تعاون الكشافة فيما بينهم أفرادا وطلائع يدربهم اجتماعيا على مهارات الحياة فاللعب المشترك فيما بينهم والعمل في الريادة الكشفية مثلا تنمي عندهم أسس التواصل مما ينعكس لاحقا على حياتهم العملية.
6. ‏المشاركة المجتمعية: تشبع الجانب الاجتماعي عند الفتية والشباب، وتعمل على إبراز دورهم في المجتمع وقدرتهم على ان يكونوا فاعلين فيه.
7. التربية الروحية:
إن الإيمان وأداء الشعائر بشكل مشترك يعزز شعور عند الكشافة بالانتماء.
8. التربية الوطنية: تشبع لدى الفتية والشباب حاجاتهم إلى الانتماء الى الوطن.
تسعى التربية الكشفية إلي تكوين المواطن الصالح المصلح بكافة جوانب شخصيته المتكاملة البدنية والعقلية والروحية والاجتماعية للمساهمة في بناء عالم أفضل يعمل كل فرد فيه على تنمية ذاته والقيام بدور بناء في المجتمع.
كتبه القائد/ عامر منير صافي
الكويت في 19-05-2022
دور الكشفية في تعزيز التواصل الاجتماعي:
الجزء الثالث (الإيجابيات والسلبيات):
لقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي أثر كبير على حياتنا العامة، كما كان لها انعكاس على حياتنا الكشفية وفيما يلي سأعرض لإيجابيات وسلبيات وسائل التواصل وكيف للحركة الكشفية استثمار الفرص والفوائد منها واجتناب المعوقات والموانع لها.
– إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي:
فيما أبرز إيجابيات لوسائل الاتصال التي من شأنها تطوير العمل الكشفي:
1. سرعة إيصال المعلومات الكشفية:
سواء كان ذلك التواصل نصيا عبر وسائل مثل البريد الإلكتروني وأنظمة الرسائل النصية، أو صوتا وصورة عبر الأنظمة المرئية والمسموعة، حيث ساعد ذلك في تسريع عملية إرسال المعلومات من داخل وخارج الجمعيات والمجموعات الكشفية، بناء على الهيكل التنظيمي الكشفي أو حتى أيضا على صعيد الأفراد في الحركة الكشفية.
2. ‏تسهيل التواصل بين الكشافة حول العالم:
حيث أصبح بفضل تكنولوجيا الاتصال بشكل عام والصوتي والمرئي منها بشكل خاص بإمكان الكشافة التواصل بأعداد كبيرة حول العالم وهذا ما نراه قد أصبح جليا واضحا في المخيم العالمي جوتا جوتي الذي يعقد في أكتوبر من كل عام، وذلك على سبيل المثال.
3. سرعة الحصول على المعلومات والأخبار الكشفية:
حيث جعلت وسائل التواصل عملية الحصول على أي معلومة أسهل وأسرع، مما جعلها الوسيلة الأولى للصحافة والإعلام بشكل عام والإعلام الكشفي منه بشكل خاص، وبالتالي نشأت في عالمنا منصات كشفية كان لها دور في تعزيز أساسيات الحركة الكشفية، وتحقيق التواصل بين عالمنا من أدناه إلى أقصاه.
4. إمكانية التدريب عن بعد:
لقد أصبح التدريب عن بُعد أمراً ممكناً وسهلاً، وذلك بفضل وسائل الاتّصال المرئية والمسموعة في يومنا هذا، فما على الكشاف أو القائد إلا الجلوس وراء شاشة الكمبيوتر والاستماع إلى الجلسة التدريبية والتفاعل معها، مما جعل عملية التدريب أسهل للجميع وخصوصا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة أو المقيمين في بلدان بعيدة.
– سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي:
بالرغم من إيجابيات وسائل التواصل العديدة، إلا أن لها السلبيات أيضا ساهمت في ضعف العمل الكشفي وتسرب المنتسبين للحركة الكشفية كشافة وراشدين، ومن أبرزها:
1. الإدمان على وسائل التواصل:
لقد أصبح الناس في عصرنا هذا أشبه بالأسرى لهواتفهم النقّالة ولأجهزتهم الحديثة، بحيث أصبح من غير الممكن الخروج بدونها من المنزل على سبيل المثال لاعتمادهم الكلي عليها، وهذا ما أصبحنا نراه أكثر وضوحا في المنتسبين للكشفية بعد الجائحة، لذلك أصبح من الواجب ضمان الإشراف الكافي من قبل القائد وكذلك مشاركة الوالدين أي ملاحظات من شأنها متابعته في المنزل للحد من هذا الإدمان، وعلى القائد وضع البرامج الجذابة ليكون ذلك دافعا لحضورهم الأنشطة الكشفية، كما عليه إشراكهم في المشاريع التي من شأنها تقدير ذواتهم ليتمكنوا من فهم أدوارهم ومسؤولياتهم.
2. ضعف في الحياة الاجتماعية:
أدّت وسائل الاتصال لضعف التواصل والحياة الاجتماعية بين الناس بشكل عام بدلاً من تقويتها مما انعكس على الجيل الحالي، فأصبحَ كل كشاف مشغول بحياته الافتراضية بدلاً من محاولة تقوية علاقاته الاجتماعية مع غيره، لذلك يعتبر اندماجهم في الأنشطة الكشفية من الأمور الهامة التي تقوي الكشاف اجتماعيا وتجعله باش يتحدى الصعاب.
3. انعدام الأمان:
لقد قربت وسائل التواصل الناس من بعضهم بشكل كبير، فأصبح المحافظة على السرية والخصوصية أمرا هاما، وذلك حتى لا نسمح للمجرمين أو المرضى النفسيين من الاقتراب من الكشافة ومحاولة وإيذائهم، فسلامة الكشافة يجب أن تكون دوما هي أولوية قصوى في الحركة الكشفية، لذلك على القادة الراشدين أن يكونوا على تواصل دائم مع الكشافة وآبائهم ومن هو مسؤول عنهم ليكونوا بمأمن دائم من أخطار الإنترنت.
4. التكلفة الإضافية:
إن التكنولوجيا الحديثة بشكل عام تحتاج إلى مبالغ من المال بشكل دائم، وذلك يختلف من دولة لأخرى، يستدعي الكشاف أو القائد دفعها لتأمين استمرار الخدمة يومياً، وعلى الكشاف معرفة متى يقتصد في الاتصال عند عدم الحاجة وذلك ليعزز عنده أحد بنود القانون الذي ندين به، فالكشاف مقتصد يدبر أمور حياته.
لقد أصبح لدى العديد من أعضاء الحركة الكشفية الآن الفرصة أكثر من أي وقت مضى للقاء مع أقرانهم عبر الإنترنت وحضور المناسبات والأنشطة الكشفية على الهواء. وهنا تبرز قوة الحركة الكشفية فبالرغم من تنوع الثقافات والتقاليد بين الكشافة، إلا أنه عندما يرتدي الكشاف لباسه الكشفي، يتشارك مع أقرانه في نفس القيم وعليه الالتزام بالوعد والقانون والعمل على صناعة عالم أفضل.
كتبه القائد/ عامر منير صافي
الكويت في 21-05-2022

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: