الرئيسية 8 الموسوعة الكشفية 8 المعارف العامة 8  الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

 الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

محطات تاريخية

 جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية في شمال« أفريقيا». هي ثالث بلد في أفريقيا من حيث المساحة. عاصمتها الجزائر. تطل شمالاً على« البحر الأبيض المتوسط»، ويحدها غرباً« المغرب  » موريتانيا  »، وجنوباً« مالي» و « النيجر  »، وشرقاً« تونس  » و « ليبيا  ».

 سكنها البربر ثم احتلها الرومان عام146 ق.م، خلفهم الجرمانيون في القرن الخامس الميلادي فالبيزنطيون. فتحها العرب المسلمون في القرن

السابع فأدخلوا سكانها البربر الإسلام. توالت فيها الممالك الإسلامية من أموية، عباسية، خوارج   ومرابطين، الموحدين، حتى حكمها العثمانيون عام1516 إلى عام1830 حيث احتلها الفرنسيون.

 كانت الذريعة الظاهرة للتدخل الفرنسي في الجزائر إهانة« الداي» ــــ الوالي العثماني بالجزائر ــــ لقنصل فرنسا   عام1827، أما السبب الحقيقي فهو رغبة« بولونياك» رئيس الوزراء في عهد الملك

شارل العاشر بتحسين مركزه أمام الرأي العام في فرنسا   إضافة إلى

المطامع الاستعمارية، فجرد حملة كبيرة دخلت مدينة الجزائر في5 تموز1830.

 المقاومة الجزائرية:

 في27 تشرين الثاني1832 تمت مبايعة الأمير عبد القادر الجَزَائري   أميراً على المقاومة الجزائرية فقارع الجيش الفرنسي لمدة17 عاماً وتميز ببراعته الدبلوماسية وبعبقريته الحربية حيث قام بتوحيد العرب والبربر تحت راية الإسلام وأعلن الحرب على الفرنسيين عام1839 إلا أنه قد حوصر عام1847 وسلم نفسه للسلطات الفرنسية حيث خيَّرته

بمكان إقامته فاختار القسطنطينة فاستقبل استقبال الأبطال.

 بعد أن تم القضاء على المقاومة الجزائرية اتبعت فرنسا   سياسة مصادرة الأراضي على نطاق واسع وأعطتها للمستوطنين الأجانب وهكذا اعتبرت الجزائر مقاطعة فرنسية وقد اهتمت فرنسا   بنتيجة الزراعة وازدهار الصناعة ليساعد على قوتها الاقتصادية.

 أما الشعب الجزائري فقد عاشر مرحلة من التقهقر الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تفكك القبائل الجزائرية.

إلا أن الصحوة بدأت تتسلل إلى الشعب الجزائري وتظهر خاصة في فترة ما بين الحربين العالميتين وكان العامل الأساسي في ذلك: رجال الدين الذي تمسكوا بتعاليم الدين الإسلامي وقاموا بتعليم القرآن الكريم في الكتاتيب حفاظاً على اللغة العربية وتقوية لروح الجهاد في نفوس الشعب إضافة إلى جيل من الشباب كان قد سافر إلى فرنسا   للتعلم ومن هؤلاء الشباب مصالي الحاج الذي أسس في باريس   أول جريدة وطنية جزائرية وكان بالمقابل فرحات عباس الذي دعا عام1930 إلى دمج

لجزائر الكامل بفرنسا على أساس المساواة التامة. وامتازت سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية   مباشرة بنهوض وطني تذايد لعبت فيه القوى الدينية بزعامة عبد الحميد بن بادِيس   والشيخ الإبراهيمي.

 بعد الحرب العالمية الثانية   بدأت بعض الجماعات تطالب ببعض الحقوق للشعب الجزائري، وخاصة جماعة فرحات عباس وجماعة مصالي الحاج الذي لاقت حركة تأييداً جماهيرياً عاماً في1944 و1945.

 وكان عام1945 منعطفاً حاسماً في تاريخ الجزائر أن أقدمت فرنسا

على منح مظاهرات مدينة سطيف بصورة عنيفة أسفرت عن مقتل الآلاف، وحلوا التكتلات الوطنية التي صارت تقنع أكثر بأن القوة هي السبيل الوحيد لتحقيق مطالبها.

 وفي عام1947 شكل شباب من حركة مصالي الحاج ما يسمى بـ« المنظمة السرية» التي بدأت بجمع الأسلحة والأبدال وبناء شبكة خلايا عسكرية لإعلان الثورة المسلحة.

 وقد اكتشفت فيما بعد القوات الفرنسية هذه الشبكة وراحت تلاحق رموزها فهرب بعضهم إلى منطقة القبائل وهرب البعض الآخر إلى

مصر   وهرب أحمد بن بلة عام1952.

 وفي آذار1954 أسس تسعة من أعضاء« المنظمة السرية» السابقة« المجلس الثورة للوحدة والعمل»، وقد أعدت خطة محكمة البداية العمل المسلح في الجزائر، وفي بداية الثورة في أول تشرين الثاني1954 غير المجلس اسمه فأصبح« جبهة التحرير الوطني» وانطلقت الثورة من منطقة الأرواس وعمت كافة المناطق الجزائرية.

 وقد انضم فرحات عباس وأحمد فرنسيس وجمعية العلماء المسلمين إلى هذه الجبهة عام1956 باستثناء حركة مصالي الحاج.

وقد حاولت فرنسا   قطع الأمدادات الخارجية للثورة الجزائرية وذلك عن طريق الاتصال بجمال عبد الناصر الداعم الأساسي للثورة والثوار، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بل زاد عبد الناصر من تقديماته للثورة الجزائرية. عندها قامت فرنسا   بالتحالف مع بريطانيا وإسرائيل بشن هجوم على مصر   عام1956، إلا أن جمال عبد الناصر   خرج من هذ

وبين عام1956 وعام1957 شبت جبهة التحرير جملة عمليات واسعة على القوات الفرنسية أدت إلى خسائر

 

 

فادحة في صفوفهم، فرد الفرنسيون بحملات قمع كبيرة رافق ذلك أعمال تعذيب وسجن أثارت الاستنكار في فرنسا   والعالم.

 بدأ قادة جبهة التحرير الوطني عملية مفاوضات مع السلطات الفرنسية في المغرب   إلا أن طائرتهم التي كانت تقلهم من المغرب   إلى توتر خطفت وأجبرت على الهبوط في الجزائر ووضعتهم السلطات الفرنسية بالسجن، لكن هذا الاعتقال زاد من عمليات الجبهة ضد الاحتلال

الفرنسي، وهكذا وجدت فرنسا   نفسها مضطرة إلى التفاوض مع الجزائريين.

 وفي13 أيار1958 تمرد المستوطنون الأوروبيون ــــ نصفهم فقط من أصل فرنسي ــــ وشكلوا لجاناً للسلامة العامة في الجزائر وقد ساندهم الجيش في تحركهم وقد استغلوا تخوف الحكومة الفرنسية من اندلاع حرب أهلية وأطاحوا بالجمهورية الرابعة وأعادوا الجنرال شارل

ديغول   إلى الحكم أملاً بأن يقر به ديغول مطلبهم القاضي بدمج الجزائر بفرنسا.

 وبالفعل بأن ديغول قد عزز من الوجود الفرنسي في الجزائر إلا أن الرد جاء سريعاً عبر المزيد من العمليات الفدائية، ثم شكلت جبهة التحرير الوطني حكومة مؤقتة للجمهورية الجزائرية في آب1958 وعينت فرحات عباس رئيساً وعضوية أحمد بغابلة وغيره من قادة الجبهة.

في عام1959 أصدر شارل ديغول   بياناً أقرت فيه بحق الجزائريين في تقرير مستقبلهم ثم أعلن ديغول أنه سيجري استفتاء حول تنظيم الحكم في الجزائر، وقد زار الجزائر لهذا العرض إلا أن معظم الجزائريين قد امتنعوا عن التصويت لهذا الاستفتاء، معادت فرنسا   إلى إجراء المفاوضات مع القادة الجزائريين في شباط1961 إلا أنها فشلت.

 في هذه الأثناء كان المستوطنون مع فلول من الجيش الفرنسي قد شكلوا« منظمة الجيش السري» المناوئة للمفاوضات وراحوا يشنون هجمات إرهابية في الجزائر وفرنسا معاً.

 استؤنفت المفاوضات في كانون الأول1961 في جنيف   وروما وأسفرت عن اتفاقية وحققت في18 آذار1962 نصت على وقف إطلاق النار مع إعلان السياسة التي ستتبع لاحقاً ونص الإعلان على استقلال دولة جزائرية مستقلة بعد فترة انتقالية وعلى صيانة حقوق الأفراد وحرياتهم.

 واستناداً إلى هذه الاتفاقية تشكلت حكومة مؤقتة في28 آذار1962

رئاسة عبد الرحمن بن باديس وجرى إطلاق سراح أحمد بن بلة ورفاقه. وقد اعترف الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية والعديد من الدول في آسياد وأفريقيا بهذه الحكومة.

 وقد قامت« منظمة الجيش السري» بالرد على هذه الاتفاقية بالعديد من الهجمات ضد السكان والوطنيين ودمرت عدة أماكن عامة بهدف خرق وقف إطلاق النار إلا أن جميع هذه الأعمال قد باءت بالفشل ووقع الجنرال« سالان» قائد المتمردين في الأسر، وتجددت العمليات الفدائية

من جديد كل هذا أدى إلى ازدياد عدد الفرنسيين الذين كانوا يغادرون الجزائر، ومع حلول شهر حزيران1962 كان أكثر من نصف الأوروبيين قد غادروا الجزائر، وفي استفتاء عام جرى في أول تموز1962 اقترع91% من الجزائريين مع الاستقلال، وفي الثالث من الشهر نفسه أعلن الجنرال ديغول انسحاب فرنسا   من الجزائر بعد استعمار دام أكثر من130 عاماً.

About Author

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: